أثارت زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى القاهرة اليوم الأحد، لإجراء محادثات مع قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي حول جماعة الإخوان المسلمين والتهديد الذي يشكله الصراع الدائر في العراق على الشرق الأوسط، ردود الفعل الواسعة في الشارع السياسي.
وتعد زيارة كيري الأولى له منذ تنصيب السيسي للرئاسة بعد الانقلاب العسكري، وجاءت الزيارة غداة تثبيت القضاء أحكام الإعدام على 183 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، من بينهم المرشد العام للجماعة د.محمد بديع.
من جانبها، قالت الإعلامية دينا زكريا، إن "زيارة جون كيري لمصر يُريد أن يضمن ولاء جيش السيسي ونظامه الانقلابي، خاصةً بعد اقتراب تحرير العراق من أعوانهم الشيعة الرافضة.
اعتراف بالانقلاب
وأضافت زكريا في تدوينة لها عبر "الفيس بوك": "الاهتمام منه بأمر منظمات المجتمع المدني ما هو الا تدخل صريح في توجه بعض هذه المنظمات لخدمة مصالح الغرب، وإعلانه بأهمية استمرار الشراكة مع مصر هو أكبر اعتراف بأنهم رعاة الانقلاب و الممولين له".
مختتمة: "إنها زيارة تؤكد على تبعية مصر لأمريكا و من ورائها إسرائيل و الغرب".
مصالح شخصية
وفي سياقٍ آخر، قلل "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، من أهمية زيارة جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي إلى القاهرة للقاء السيسي، قائلاً إنه لن يعول على الزيارة، لأن "أمريكا لا تلعب إلا لمصالحها وتحقيق أهدافها على حساب حريات الشعب".
وقال الدكتور مجدي قرر، أمين حزب "الاستقلال"، والقيادي بـ "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، إن "الولايات المتحدة لا تعرف إلا مصالحها ومستقبل الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى"، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي فى إطار بحث سبل التعامل مع التطورات في المنطقة، وعلى رأسها الوضع في العراق، وسوريا، وليبيا.
وأضاف قرقر، أنه يتخوف من إمكانية أن تتمخض الزيارة عن اتفاق مع وزير الخارجية الأمريكي لمساندة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي في مواجهة "الثورة" ضد نظام حكمه، أو دعم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ضد الحكومة الشرعية في ليبيا.
حروب خليجية
وحذر قرقر، السيسي من إقحام الجيش المصري في حروب خليجية، قائلاً: "الشعب المصري واع ولن يسمح بأن يتلاعب السيسي بالجيش المصري بأوامر الأمريكان". وردًا على استعراض كيري تراجع مستقبل الحريات فى مصر وأحكام الإعدام بالجملة، قال قرقر إنه "لا مانع طرح وزير الخارجية الأمريكي لهذا لكن في آخر أجندة الاهتمامات المطروحة على مائدة الحوار بطريقة تحافظ على ماء وجهها".
لن تقدم أو تؤخر
وعلى الصعيد الآخر، قال الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى القاهرة لن تقدم أو تؤخر شيئًا في الوضع الحالي بدليل أننا كنا نستعد استعدادات كبيرة عندما كانت تأتي هيلاري كلينتون للمنطقة، مضيفًا أن الزيارة هي اعتراف ضمني بأن السيسي انتخب ديمقراطيًا وهو بالفعل أصبح رئيس مصر الشرعي.
وأوضح الخبير في العلاقات الدولية في تصريحات صحفية أن المباحثات الثنائية التي يجريها جون كيري في المنطقة وإصراره علي زيارة مصر الآن وفي هذا التوقيت له دلالات سياسية كبيرة علي الوضع في مصر والشرق الأوسط، قائلًا إن أمريكا تعترف الآن بالثورة المصرية، وأن زيارتها رسالة للعالم بأن ما حدث في 30 يونيو ثورة.
تصريحات متناقضة
وأشار اللاوندي إلى أن توقيت الزيارة والتصريحات التي خرجت من الجانب الأمريكي بشأن تخفيض المعونة هي محاولة لإذلال الشعب المصري، قائلًا أنها تصريحات متناقضة تظهر أن أمريكا ليست دولة واحدة فهي 5 دول أمريكا أوباما وأمريكا كيري وأمريكا البنتاجون وأمريكا الكونجرس وأمريكا وسائل الإعلام، وبالتالي فنحن أمام مواقف أمريكية متناقضة.