دعت مبادرة "بيان القاهرة"، أنصار ثورة 25 يناير، لاستلهام روح ميدان التحرير خلال أيام الثورة.
وقالت المبادرة إنها تريد استلهام روح ميدان التحرير التي انتشرت خلال الـ18 يومًا، لثورة 25 يناير بعيدًا عن التحيز للأفكار والجماعات والأحزاب وكذلك الانحباس في المواقف المسبقة في مواجهة الثورة المضادة التي نجحت أجهزة التخابر في إعادتها من خلال إشعال الفتن وتأجيجها بين القوى الثورية.
جاء ذلك خلال ميثاق الشرف الأخلاقي بين القوى السياسية الثورية الذي طرحته مبادرة "بيان القاهرة"، أمس الجمعة، في ضيافة السفير إبراهيم يسري، وحضور كل من الدكتور سيف عبد الفتاح، والشاعر عبد الرحمن يوسف.
وأضاف الميثاق، أن التكذيب والتخوين أو عقد الصفقات السرية وعدم الشفافية والرغبة في الاستحواذ على السلطة، وكذلك انتهاج العنف أو تبريره؛ كلها أمراض أصابت الثورة، وسيتم مقاومتها وعدم السماح بوجودها كأسلوب تعامل بين القوى الثورية.
وأوضح أن أعقد عثرات المرحلة هو التخلص من الحالة النفسية الجماعية لدى بعض القوى نتيجة انعدام الثقة فيما بينها ومن ثم يجب معالجة الأمر بالدقة الواجبة حتى نستطيع بناء جسر الثقة بين جميع رفقاء الثورة، منوها إلى أن الحوار هو أساس استعادتها.
وشدد بيان القاهرة على ضرورة التزام المنضمين له بهذا الميثاق الأخلاقي بما فيه من قواعد والتزامات تقوم على الشرف والأخلاق والوطنية والثورية.
وأكد الميثاق على قيمة التعددية، لأن الاختلاف تنوع، ولكن الاختبار هو كيفية إدارة هذا الاختلاف، مضيفا أن للجميع الحق في التواجد والمشاركة، رافضين أي أشكال للاحتكار أو التناحر لأن المستفيد الأول أعداء الثورة.
وطالب بضرورة تقديم الشباب وتمكينهم للاستفادة من قدراتهم، ومحاولة لخلق حالة من التواصل الفعال بين أجيال التواصل الذي ينتج عنه تكامل وليس تنابزًا.
وأشار إلى أن كل القوى الثورية شاركت في الثورة وقدمت شهداء وتضحيات، وليس لأحد حق احتكار ذلك أو المن به، مؤكدا أن ثورة يناير ما كانت لتقم إلا بفضل احتضان الشعب لشرارة الشباب وتحويلها لثورة شعبية، لذلك يجب حل التعارض بين الرؤية الخاصة بكل فصيل والرؤية الوطنية العامة ويكون الحاسم في الأمر هو المصلحة الوطنية العليا.
ورفض الميثاق كل دعوات العنصرية والطائفية والتمييز الطبقي، وكذلك اللجوء للعنف أو تبريره والتعصب الأعمى ونفي الآخر والتحقير والتكفير والتخوين، وتقديس الفرد أو الجماعة أو الحركة والحزب.
كما تضمن الميثاق وقف كل الحملات الإعلامية المتبادلة بين القوى السياسية الثورية؛ حرصا على عملية اصطفاف سوية تقوم على مواجهة عودة الاستبداد العتيد والفساد المديد.
وطرح الميثاق تشكيل أمانة عامة لمتابعة الخطاب المتبادل بين هذه القوي لمعالجة أي قصور في الأداء قبل أن يؤجج الخلاف فيما بينهم، بالإضافة لتشكيل فريق تصالح من الشخصيات المتوافق عليها؛ لحل أي أزمة عجزت لجنة متابعة الخطاب عن حلها.
وانتهى الميثاق بالتأكيد أن هناك أمانة تنسيق ستصيغ القواعد والأخلاقيات بشكل إجرائي محدد، على أن تلتزم كل حركة وتيار بإعلان المبدأ التأسيسي الجامع المتفق عليه من قبل القوى، مشيرًا إلى أنه سيطرح قريبًا للحوار.
يذكر أن الدكتور سيف عبدالفتاح، والشاعر عبدالرحمن يوسف، والسفير إبراهيم يسري قد أطلقوا حملة يوم نهاية مايو الماضي؛ لاستعادة المسار الديمقراطي و مكتسبات ثورة يناير.