شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الانقلابات والثورات المضادة..دعم خليجي خارجي وتآمر فلولي داخلي

الانقلابات والثورات المضادة..دعم خليجي خارجي وتآمر فلولي داخلي
"الشعب يريد إسقاط النظام".. بهذه العبارة دوت حناجر التونسيين في وجه نظام بن علي أواخر 2010، وما لبث أن سقط...
"الشعب يريد إسقاط النظام".. بهذه العبارة دوت حناجر التونسيين في وجه نظام بن علي أواخر 2010، وما لبث أن سقط نظام بن علي مطلع 2011 لتهب بعدها رياح الربيع العربي على عدة دول طالما عانت من استبداد أنظمتها القمعية، غير أن رجالات النظم القديمة "الفلول" أو "الأزلام" في هذه الدول، سرعان ما أعادوا تنظيم أنفسهم، وحملوا شعارات وأسامي جديدة، لينخروا من جديد في الديمقراطيات الوليدة ببلدانهم فيما عرف بـ "الثورات المضادة" أو "الانقلابات" التي باتت تؤرق شعوبا تاقت للحرية بعد طول غياب.
 
وباتت محاولات الانقلاب العسكري أو الثورات المضادة التي يشنها رجال النظم القديمة هاجسا يؤرق معظم الدول التي انطلقت فيها ثورات، ففي مصر أطاح انقلاب عسكري مدعوم من رجال نظام مبارك وإعلامه بأول رئيس منتخب ديمقراطيا وحل جميع المجالس المنتخبة، وفي ليبيا يقوم لواء سابق بنظام القذافي بمحاولة الانقلاب على المجلس الوطني العام المنتخب، ولم تكن اليمن أسعد حالا؛ إذ لا يزال رجال علي عبد الله صالح متنفذين في معظم مفاصل الدولة، كما حاولت تونس لملمة خارطة طريقها وجمع الفرقاء على كلمة سواء بعد محاولات مضنية من رجال محسوبين على بن علي لتفريقهم.
 
لكن القاسم المشترك في معظم تلك الانقلابات أو القلاقل التي يثيرها "فلول" النظم القديمة في بلدان الربيع العربي؛ هو الدعم الخارجي اللافت لها من بعض الدول الخليجية التي رأى محللون أنها باتت تنظر إلى الربيع العربية وثوراته بعين الريبة خشية تصدير هذه الثورات إلى شعوبها وفقدانهم عروش الآباء والأجداد.
 

رعاية خليجية؟

 
تلك الرعاية الخليجية اللافتة للانقلابات مؤخرا دفعت الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة للتأكيد أن ما حدث في ليبيا يؤكد أن ثمة رعاية عربية للانقلاب، من خلال ذات المعسكر الذي طارد ثورة مصر وأجهضها، ودفع ولا زال يدفع من أجل تثبيت الانقلاب.
 
وأوضح  "الزعاترة" قائلا: "إن الموقف في ليبيا بدا مختلفا من حيث أن المشكلة الاقتصادية هي الأقل إلحاحا، فيما تحضر المشاكلة القبلية والتناقضات السياسية الحادة، ومشكلة الجماعات المسلحة التي ترفض إلقاء السلاح، ويعبر بعضها عن مصالح شخصية وقبلية، بينما يعبر البعض الآخر عن تدخلات خارجية، أما تونس، فلا يمكن القول إن التآمر على ثورتها قد توقف بعد تخلي الإسلاميين عن السلطة، وقبولهم بالتوافق على كل صعيد، لكن ما خفف عبئا قويا الثورة المضادة عنها نسبياً، إنما يتعلق بتدخلات أوروبية لم تكن تريد للتجربة المصرية أن تتكرر فيها، خشية تأثيرها المباشر على المصالح الأوروبية".
 
وأشار المحلل السياسي إلى "أهمية ليبيا حسب ثروتها الكبيرة موقعها الجغرافي والذي يؤثر بشكل كبير على الجوار العربي والإفريقي، وبالتالي فإن إجهاض ثورتها وإعادتها إلى الحظيرة القديمة، لا يمثل استمرارا لحرب الربيع العربي وحسب، بل يعني أيضا الحيلولة دون وقوعها بيد وضع سياسي يعبر عن ضمير الشعب، ويمكن أن ينضم تبعا لذلك إلى معسكر آخر غير معسكر الثورة المضادة عربيا".
 

التآمر على الثورات

 
فيما اتهم الباحث الليبي في الشئون السياسية محمد حسين بعيو، الإمارات والسعودية ومصر بـ "دعم محاولة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بقيادة انقلاب عسكري في ليبيا تحت يافطة الحرب على الإرهاب ومقاومة الفلتان الأمني"، وأكد أنه "لا سبيل أمام الليبيين إلا الحوار للتوافق على معالم المرحلة المقبلة".
 
وحول موقف الغرب من عمليات حفتر في بنغازي والعاصمة طرابلس، قال بعيو "الغرب عندما يجد قوة تنوب عنه فيما تسميه الإرهاب فإنه يستفيد منها، لكنه ينتظر ما إذا كانت ستنجح في ذلك أم لا، وإلا فإنه لا يملك إلا أن يجبرها على الحوار، وهذا هو حال قوات حفتر".
 
وأكد "بعيو": "إنه ليس صحيحا أن الأمر يتعلق بحرب على الإرهاب، وإنما الأمر يتعلق بتصحيح مسار الثورة وتنفيذ انقلاب على الأرض، وهذا هدف غير وارد في ليبيا اليوم، فشعبها كله مسلح وهو يرفض أن تفتك منه ثورته وتعود مجددا إلى العسكر".
 
فيما قال احمد صادق القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ان التآمر على ثورات الربيع العربي من خلال القوى الرجعية العميلة حراس سايكس بيكو وكامب ديفيد مستمر القوى الأمبريالية والصهيونية العالمية لا تريد للشعب العربي التحرر والوحدة".
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023