قام مناهضون لكأس العالم في 12 مدينة برازيلية بتنظيم سلسلة من الاحتجاجات فيما أسموه بـ"اليوم العالمي لمكافحة المونديال"؛ احتجاجا على النفقات العالية التي تبذل من أجل تنظيم العرس العالمي على حساب الخدمات العامة للمواطنين، ما جعلته اليوم الأسوأ في أسبوع مروع شهدته البلاد، التي تقاتل حكومتها لتهدئة الأوضاع قبل شهر واحد من استضافتها لكأس العالم لكرة القدم.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، السبت، أن مظاهرات اندلعت في مدن ريو دي جانيرو، ساو باولو، بيلو هوريزونتي وأماكن آخرى، تزامنت مع غارات للشرطة العسكرية وسلسلة من جرائم القتل في مدينة ريسيفي، المضيفة لكأس العالم.
ونظم معلمون وسائقو حافلات وعمال متاحف وجيولوجيون، احتجاجات مماثلة خلال الأسبوع الماضي، معربين عن مخاوفهم بشأن السلامة العامة والبنية التحتية للنقل.
وشارك في احتجاجات ريو دي جانييرو نحو ألف شخص – حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط – وهو عدد أصغر بكثير من المظاهرات الضخمة التي شهدتها المدينة العام الماضي، لكن ما يزيد الأمر تعقيدا، أن البرازيل تستعد لاستضافة كأس العالم لأول مرة منذ عام 1950.
وحمل المتظاهرون لافتات مكتوب عليها "سيكون للكأس احتجاجات"، ودعوا إلى إضراب عام، قائلين إن تكلفة تجديد ملعب "ماراكانا" يمكن أن تدفع لبناء 200 مدرسة، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين في ساو باولو. وفي بيلو هوريزونتي تظاهر نحو ألفي شخص، أما في برازيليا، فحمل المتظاهرون لافتات تندد بمقتل عمال بناء الملعب قبل بدء البطولة.
وضربت موجة من الإضرابات البرازيل في الأسابيع الأخيرة، حيث وقف المعلمون في شوارع ريو لعدة أيام للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل، وانضم إليهم يوم الخميس الماضي سائقو الحافلات، الذين أضربوا عن العمل يومي الثلاثاء والأربعاء.
كما شهدت مدينة ريسيفي، وهي واحدة من أكثر المدن عنفاً في البرازيل، غارات للشرطة العسكرية، بعد موجة من عمليات السطو والنهب أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين شخص في يوم واحد، وعلى أثر ذلك أرسلت السلطات المحلية دبابات ومدرعات في شوارع المدينة لتهدئة مخاوف السكان، وتم إلغاء مباراتين لكرة القدم كان من المقرر اقامتهما في عطلة نهاية الأسبوع.
فيما اعتبر المتحدث الإعلامي لولاية بيرنامبوكو البرازيلية، أن "المتظاهرين يستغلون اقتراب موعد المونديال كورقة ضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبهم".