للمرة الثانية من نوعها في عهد الانقلاب العسكري، أقدم مواطنون مصريون على هدم وإحراق نصب تذكاري أقامته سلطات الانقلاب العسكري بميدان رابعة العدوية؛ مذكرين بواقعة مماثلة لنصب تذكاري سابق في ميدان التحرير، الأمر الذي رآه محللون سياسيون مؤشرا على أن الشعب أصبح يلفظ حكم العسكر ويدرك أنه امتداد لدولة مبارك التي قامت ضدها الثورة ويكره التلاعب بآماله.
ففي يوم الثامن من نوفمبر العام الماضي أقدم عشرات المتظاهرين في ذكرى أحداث محمد محمود، على هدم النصب التذكاري الذي بنته حكومة الانقلاب العسكري الأولى برئاسة حازم الببلاوي لما زعمت أنه لشهداء 25 يناير و30 يونيو (التي لم يسقط بها قتيل ولا جريح) بميدان التحرير، وقاموا بتحطيم أجزاء منه، واعتلى المتظاهرون النصب التذكاري وعلقوا عليه صورة جيكا شهيد أحداث محمد محمود العام الماضي.
وتجمع عشرات المتظاهرين حول النصب التذكاري لشهداء الثورة وسط الميدان، وكتبوا عليه باللون الأحمر "النظام ما اتغيرش.."، وقاموا بلصق ملصقات تنديد الاستخفاف بعقول الشعب المصري، وألقت قوات الانقلاب في نفس اليوم القبض علي شريف الصيرفي مؤسس حركة البلاك بلوك بتهمة هدم وإتلاف النصب التذكاري بالتحرير.
وتكرر الأمر ذاته اليوم ولكن في مكان مختلف، ففي الذكرى التاسعة لفض اعتصام رابعة العدوية قام عشرات الشباب بعمل وقفة بميدان رابعة العدوية تنديدًا بالانقلاب العسكري؛ مرددين هتافات ضد حكم العسكر وقاموا حرق النصب التذكاري المتواجد بمنتصف الميدان أمام مسجد رابعة العدوية، الذي دشنه الانقلاب بعد المجزرة، وسط تفاعل كبير من المارة وأصحاب وسائقي السيارات.