قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، موسى أبو مرزوق، إن الولايات المتحدة الأمريكية "حاولت إفشال" المصالحة الفلسطينية منذ اللحظة الأولى لتوقيع اتفاقها في قطاع غزة يوم 23 من الشهر الماضي، في محاولة لإبقاء الشعب الفلسطيني في دائرة الانقسام.
ولم يذكر أبو مرزوق تفاصيل ما قال إنها محاولات أمريكية، غير أن واشنطن، إضافة إلى سلطات الاحتلال، أعربت عن استيائها من اتفاق المصالحة مع حركة "حماس".
وفي لقاء مع مثقفين وأكاديميين فلسطينيين في مدينة غزة، اليوم الإثنين، أضاف عضو المكتب السياسي لـ "حماس"، موسى أبو مرزوق، أن الفصائل الفلسطينية تغلبت على كثير من العقبات التي كانت تعترض المصالحة.
وأعرب أبو مرزوق عن اعتقاده بأن حركتي "حماس" والتحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ستتجاوزان مرحلة الانقسام الفلسطيني، وستمضيان بتنفيذ اتفاق المصالحة.
ونفى أن تكون حركته قد وافقت على اتفاق المصالحة الفلسطينية تحت ضغط الضائقة المالية التي تمر بها.
ورأى أن فلسطين تحتاج إلى مجلس تأسيسي يعمل على إعادة هيكلة مؤسساتها، ويكتب دستورا جديدا.
وبتكليف من الرئيس الفلسطيني وقع وفد فصائلي من منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقاً مع حركة "حماس" في قطاع غزة، يوم 23 أبريل الماضي، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافقية في غضون خمسة أسابيع، يتبعها إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.
وتفاقمت الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس" عقب فوز الأخيرة، بغالبية مقاعد المجلس التشريعي يناير 2006، وبلغت تلك الخلافات ذروتها بعد الاشتباكات المسلحة بين الحركتين في غزة منتصف يونيو 2007، والتي انتهت بسيطرة "حماس" على غزة، وهو ما اعتبرته فتح "انقلاباً عسكريا".
وأعقب ذلك الخلاف، تشكيل حكومتين فلسطينيتين، الأولى تشرف عليها "حماس" في غزة، والثانية في الضفة الغربية وتشرف عليها السلطة الوطنية الفلسطينية، التي يتزعمها عباس.
وتفرض سلطات الاحتلال حصارًا بحريًا وبريًا وجويًا على غزة، منذ فوز حركة "حماس" بانتخابات 2006، وشددته عقب سيطرة الحركة على القطاع في العام التالي.
ويعيش حوالي 1.8 مليون مواطن في غزة واقعا اقتصاديا وإنسانيا قاسيا، في ظل تشديد حصار الاحتلال، وإغلاق الأنفاق الحدودية من قبل السلطات المصرية، التي تتهم حماس بـ "الضلوع في هجمات إرهابية" في مصر، وهو ما تنفيه الحركة.