دعا تحالف "اللقاء المشترك" في اليمن، المشارك في الحكومة، اليوم السبت، القوى الوطنية السياسية والاجتماعية إلى عقد اجتماع وطني من أجل التوافق على وضع المعالجات الجادة المتعلقة بالوضع الاقتصادي والأمني.
وفي بيان صادر عنه، طالب التحالف، الذي يتألف من 6 أحزاب يسارية وقومية وإسلامية، بـ"اجتماع القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية ومجلسي النواب والشورى والحكومة وهيئة مكافحة الفساد والهيئة الوطنية للرقابة على نتائج الحوار الوطني".
وعلل التحالف دعوته إلى الاجتماع، الذي لم يحدد له موعدا، بـ"الخروج بمعالجات جادة للأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تمر بها البلاد".
والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد هي أعلى هيئة وطنية مستقلة في اليمن، ولها صلاحيات قانونية في مكافحة الفساد وتعقب ممارسيه.
أما الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني، فنشأت بقرار جمهوري الشهر الماضي للرقابة على تنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، برئاسة رئيس اليمن عبد ربه منصور هادي وعضوية 82 عضوا.
ودعا تحالف "اللقاء المشترك"، الذي تأسس في 6 فبراير 2003، الحكومة إلى "تحمل مسؤوليتها الوطنية والإعلان للرأي العام عن حقيقة الوضع السياسي والاقتصادي والأمني، والعمل على خلق وعي وطني جمعي لمواجهة الأخطار المحدقة بالوطن".
وطالب بـ"التعجيل بإصدار قانون استرجاع الأموال المنهوبة للاستفادة منها في إخراج اليمن من ضائقته الاقتصادية والمعيشية".
كما طالب بـ"الضرب بيد من حديد على قوى التخريب لأنابيب النفط وأبراج الكهرباء وقوى الفساد التي تستهدف أمن واستقرار الوطن والمواطنين".
في هذا السياق، بدأ فريق هندسي، اليوم، إصلاح أعطال خطوط الطاقة الكهربائية الناجمة عن اعتداء تخريبي تعرضت له محطة مأرب لتوليد الكهرباء، بمحافظة مأرب أمس.
وقال نائب مدير المؤسسة العامة للكهرباء حارث العمري، لوكالة الأناضول، إن "فريقا هندسيا بدأ بإصلاح أعطال خطوط نقل الطاقة الكهربائية في منطقة آل شبوان بمحافظة مأرب".
ومضى قائلا إن "مسلحين قبليين يتبعون منطقة آل شبوان سمحوا للفريق الهندسي بإصلاح خطوط الكهرباء إثر تدخل وساطة قبلية بعد ساعات من منع الفريق من قبل مسلحي آل شبوان".
وتوقع العمري عودة التيار الكهربائي إلى العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى في حالة الانتهاء من إصلاح الأعطال الناتجة عن العمل التخريبي.
ويأتي إصلاح خطوط الكهرباء عقب اعتداء مسلحين من قبيلة آل شبوان على أبراج الكهرباء رداً على مقتل شايف الشبواني، مساء الخميس الماضي، والذي تقول السلطات اليمنية إنه ينتمي إلى تنظيم القاعدة بينما تنكر القبائل هذا الاتهام.
ولليوم الثاني على التوالي، تعيش العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى، اليوم السبت، من دون كهرباء؛ جراء خروج محطة مأرب، المزودة لمعظم المحافظات اليمنية بالتيار الكهربائي، عن الخدمة بشكل كامل.
وتزوّد محطة مأرب الغازية عدة محافظات بنحو 340 من أصل 700 ميجاوات، هي مجمل الطاقة المنتجة في اليمن.
وبصورة متكررة، يعتدي رجال قبائل في اليمن على خطوط نقل الكهرباء، لمطالب قبلية وفئوية، بحسب مصادر محلية مسؤولة.
وكان مسؤول في غرفة عمليات وزارة الكهرباء قال لوكالة الأناضول بداية اشلهر الماضي أنه تم تسجيل 22 اعتداءً على الكهرباء منذ بداية العام الجاري، مقدرا خسائر تلك الاعتداءات بـ52 مليار ريال يمني .
ويعد التحدي الأمني هو أحد أبرز التحديات الذي يواجه اليمن، حيث شهد أعمال عنف وتفجيرات، وعمليات اغتيالات بشكل شبه يومي، من عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة ومسلحين مجهولين.