شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

جدران السجن.. الشاهد الصامت وحامل رسائل الأمل والصمود‎

جدران السجن.. الشاهد الصامت وحامل رسائل الأمل والصمود‎
"اللهم فك أسرانا يا كريم"، "إن مع العسر يسرا"، "الثورة مستمرة"، "حتفرج وننعم بنور الحياة "،...
"اللهم فك أسرانا يا كريم"، "إن مع العسر يسرا"، "الثورة مستمرة"، "حتفرج وننعم بنور الحياة "، "يسقط يسقط حكم العسكر"، "مكتوب على جبينك بطل يا ساكن الزنازين"، "نحن خلقنا لنعيش أحراراً"، "الشهيد يحاصرني بالسؤال أين كنتم"، "الحرية للثوار"، كلمات كتبها المعتقلون في عتمة زنازين الانقلاب العسكري بريدًا ورسائل منهم لسجانيهم ولتظل شاهدا على صمودهم وثباتهم رغم ما يلاقونه في تلك الزنازين.
 
هم معتقلون لم يملكوا إلا أقلاما يسردون بها أحلامهم ويكتبون أسماءهم على جدران صماء، وغالبا ما تمنع عنهم الأقلام ليحفروا بالملاعق أو أدوات الطعام وربما أظفارهم، لتشهد تلك الجدران على معاناتهم، وليشهد كل من يمر من هناك بريدًا لرسائل من الأمل والألم والصمود، رسائل على أربعة جدران، لم تَخلُ بقعة منها إلا وبها كلمة، تحمل معاني الاستمرار والأمل، وتسرد قصة من الصمود والقوة، والألم أيضا.
 
بعض من تلك الرسائل التي سطرت بزفرات الألم لم يسطرها كاتبها بالحبر ولم يحفرها بأدوات الطعام، وإنما كتبها بدمه بعد تعذيب ساعات على جدران زنزانته، لتكون شاهداً على ما حدث له، وترفع شكواه ودعواه إلى الله.
 
غير أن قسما آخر من بين تلك الرسائل يحمل أملا دفينا في الحرية من جديد ورؤية الأهل والأحباب، فسطر لهم رسائل على جدران زنزانته التي لا تتعدى مساحتها مترين، يرسم قلباً مليئاً بأسماء احبابه، ويرسم وردة ود ان يهديها لصديق، يرسم طفلته التي يتمنى أن يضمها لصدره بعد طول الفراق، أو يرسم طيراً يحمل الحرية لبلاده.
 
وبينما يتحدث كثيرون في زنزانة تحمل العشرات تجده هو يكتب ويكتب في تلك البقعة من الجدار، يكتب حلماً سيحققه بعد خروجه من هنا ربما بعد أيام أو أشهر أو سنوات، ولكن لم يمنعه الظلام من رؤية بصيص نور في المستقبل، حيث وضع أهدافه وخطته لمستقبله، ووضع بجوارهم أحلامه، ثم سرد كلمات من الأمل والألم، وكتب في الختام "حلمنا رافض يموت".
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023