طوق نشطاء موالون لروسيا مركزا للشرطة في مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا مطالبين بالإفراج عن زملاء لهم معتقلين بعد حريق وقتال راح ضحيته أكثر من 40 شخصا. واقتحم المهاجمون المسلحون بالهراوات أحد مداخل المركز.
حيث شن أكثر من ألفي شخص موالين لروسيا الأحد 4 مايو 2014 هجوما على مقر الشرطة في مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا إثر أعمال عنف أوقعت نحو أربعين قتيلا الجمعة، كما أفادت لوكالة فرانس برس.
واقتحم المهاجمون المسلحون بالهراوات مدخلا مع شاحنتين وهم يطالبون بالإفراج عن زملاء لهم اعتقلوا الجمعة إثر الصدامات التي وقعت بين موالين لروسيا وأنصار أوكرانيا الموحدة. وأدت أعمال العنف هذه لاحقا إلى نشوب حريق متعمد قضى بسببه نحو أربعين شخصا معظمهم من الموالين لروسيا.
وبدأ رجال الشرطة المتحصنون داخل المبنى بالإفراج الواحد تلو الآخر عن الأشخاص الذين أوقفوا الجمعة ووصفتهم الحشود بـ "الأبطال". وقبل الهجوم، تجمع ألفان إلى ثلاثة آلاف شخص أمام مقر الشرطة تحت الأمطار مرددين "فاشيون!". كما تعرض بعض عناصر الشرطة أمام المبنى للضرب بمظلات كانت تحملها نساء.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك الأحد أن أعمال العنف في أوديسا (جنوب) التي أوقعت نحو أربعين قتيلا الجمعة، هي جزء من "خطة روسية لتدمير أوكرانيا". وقال ياتسينيوك في مؤتمر صحافي في اوديسا في ختام سلسلة من اللقاءات مع ممثلين عن السلطات المحلية والمجتمع المدني في المدينة "إن ما حصل في اوديسا جزء من خطة للاتحاد الروسي لتدمير أوكرانيا ودولتها".
كما أعلن أنه على إثر أحداث الثاني من مايو، أقيل كل كبار المسؤولين في الشرطة من مناصبهم وسيتم تعيين آخرين بدلا منهم، لأنهم قصروا في أداء مهمتهم.
في غضون ذلك، أفاد شهود عيان ومحللون أن عشرات الطائرات الروسية، بينها ما يبدو أنها طائرات حربية، شوهدت في سماء القرم قبل أيام من زيارة الرئيس الروسي. وأعلن خبير في صناعة الطيران الأحد لوكالة فرانس برس أنه شاهد عددا من الطائرات تحلق فوق مدينة سيمفيروبول السبت وبينها طائرات مقاتلة إستراتيجية تفوق سرعتها سرعة الصوت وطائرات ضخمة للنقل العسكري.
وشاهد الخبير الذي رفض الكشف عن هويته، أيضا طائرات- صهريج وأخرى من طراز ميغ-29.
وبحسب الخبير الآخر الكسي سافيتش، فإن طائرة قتالية من طراز سوخوي سو-34 كانت بين سرب الطائرات التي شوهدت. وقد التقط الخبير صورا للطائرات وأوضح أنها طائرات- صهريج وطائرات للنقل العسكري.
وأوضح سافيتش لوكالة فرانس برس أن موسكو قد تكون ربما في صدد نقل قوات عسكرية إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في مارس الماضي. وأضاف أن "روسيا ستعزز على الأرجح وجودها العسكري في شبه الجزيرة".