قضية الوحدة بين «فتح» و«حماس» مسألة تناولها الطرفان بالنقاش على مختلف المستويات منذ 2007 – ولكنه من المقرر تحقيق الوحدة هذه المرة.
فحماس التي تسيطر على قطاع غزة أبدت سعيها إلى "سرعة إنجاز المصالحة الفلسطينية وطي صفحة الانقسام"، وذلك قبيل لقاءات المصالحة التي ستعقد في القطاع هذا الأسبوع بينها وبين حركة فتح.
وقال محللون إن العقبات الحقيقية التى حالت دون تنفيذ أي اتفاق بشأن الوحدة بين فتح وحماس السنوات الماضية أن كلاً من حركتي فتح وحماس لا ترغب في المخاطرة بما تملكه بالفعل، وتحديداً سيطرة حماس على غزة وسيطرة السلطة الفلسطينية على المناطق الواقعة تحت سيطرتها من الضفة الغربية، فلكل طرف منطقة خاضعة تحت سيطرته ويرغب في الحفاظ عليها، وأيضا لم يكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرغب في الخضوع لمطلب حماس بوقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني في الضفة الغربية.
العمل والشراكة
وأكد إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس التزام حماس بكل ما سبق الاتفاق والتوقيع عليه من وثائق المصالحة، والالتزام كذلك بالعمل والشراكة من أجل تنفيذ جميع ملفات المصالحة الخمسة (الحكومة، الانتخابات، منظمة التحرير الفلسطينية، الحريات العامة، المصالحة المجتمعية).
و أفادت وكالة الرأي التابعة لحكومة حماس أن رئيس وفد الحركة للمصالحة موسى أبو مرزوق سيصل إلى قطاع غزة هذا الأسبوع قادما من القاهرة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر لحضور لقاءات المصالحة مع وفد فتح الذي سيأتي إلى القطاع من الضفة الغربية .
ومن المقرر أن يصل إلى غزة أيضا خلال هذا الأسبوع وفد من منظمة التحرير الفلسطينية، كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكله خلال أبريل الحالي، للتباحث في ملف المصالحة بعد اشتباكات دامية جرت في منتصف يوليو 2007، فشلت كل جهود الوساطة التي بذلتها مصر خصوصا لتحقيق المصالحة بين الحركتين.
"الظروف مواتية لإنهاء الانقسام"
قال أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، إن الظروف الراهنة مواتية تمامًا لإنهاء مرحلة الانقسام، وتطبيق بنود المصالحة بين الجانبين، موضحاً أن المفاوضات الفلسطينية مع الكيان اصطدمت بالتعنت، والانتهاكات من جانب سلطة الاحتلال لما تم الاتفاق عليه بخصوص الاستيطان، وإطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسري، بجانب الاعتداءت على مناطق السلطة.
وأشار إلى أن الانفراجة الأخيرة في ملف المصالحة، كانت بسبب قبول حركة حماس بتطبيق ما تم التوافق عليه، وأن الوفد ذاهب للاتفاق على مواعيد تشكيل حكومة التوافق الوطني، لتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
أمر إيجابي
ورأى نشطاء سياسيون أن مبادرة أمير قطر في الخريف الماضي، أول رئيس لدولة عربية يزور قيادة «حماس»، وعرض تقديم مساعدات بقيمة 400 مليون دولار، لتوفير الغطاء المالي لتحقيق الوحدة أمر إيجابي ، في وقت يعزف السعوديين على أوتار دعمهم للقضية الفلسطينية وينبغي عليهم الشعور بالخزي لعدم تقديمهم الدعم الفعلي لإخوانهم العرب – على حد وصفهم.
المقاومة
وعن اعتداء الصهاينة على المسجد الأقصى والمرابطين فيه، شدد الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن المقاومة وحدها ممكن أن توقف الاعتداءات الصهيونية المستمرة على المسجد الاقصى ومدينة القدس، مطالبًا بتفعيلها لردع المحتل، مؤكدًا في الوقت ذاته أن المفاوضات قد أضاعت المقدسات على مدار التاريخ.
وقال الزهار في تصريحات صحفية لوكالة "قدس برس": " أنه وفي كل العهود التي جاءت اعتمد الاستعمار سواء الاسرائيلي على حالة الفلسطينيين وحالة العرب والمسلمين، وقال: "في الحالة التي كان فيها العرب والمسلمين يدافعوا عن القدس بقوة كان لا احد يقترب منها، والعكس صحيح".
وأضاف: "الدليل على ذلك كان في بداية القرن الماضي وحينما بدؤوا يلعبوا لعبة ما يسمى (حائط المبكى) تصدى لها الفلسطينيون فاضطروا يحضروا لجنة سويسرية بوجود الاحتلال البريطاني، فكان تقريرها أن هذا الحائط هو جزء من المسجد الاقصى وليس لليهود علاقة به.
واعتبر "القيادي الفلسطيني البارز" غياب البعد العربي "أحد أهم الأسباب التي تدفع الاحتلال للاعتداء على المسجد الأقصى ومدينة القدس".
وأكد محللون أن بشائر المصالحة بين فتح وحماس بداية جديدة لطي صفحة الانقسام، وتحقيق الوحدة لوقف الاعتداءات الصهيونية على القدس.