شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

طاغية .. ولكن – نيللي عادل

طاغية .. ولكن – نيللي عادل
  "زمان أيام مبارك .. أي نعم كانوا بيسرقوا ويسووا ويعملوا .. إنما كان فيه أمان !"

 

"زمان أيام مبارك .. أي نعم كانوا بيسرقوا ويسووا ويعملوا .. إنما كان فيه أمان !"

 

" دلوقت احنا مش لاقيين ناكل"

 

بهذه العبارات .. استهلت إحدى البسيطات حديثها في تقرير إخباري عن أواضع أسواق الخضروات والفاكهة في مصر .. وهكذا يتعلل كل من هُم ضد أي مخاض ثوري وتبعاته بدعوى "الإستقرار"

 

ذلك الاستقرار الواهي الذي أوهمهم به خَرَس الشوارع نفاقا وخوفا من البطش والتنكيل.

 

طاغية ولكن .. جملة لا يمكن أن يخلوا منها حديث سياسي يجمعك بأحد المنتمين لتيار الـ "كنبة"

 

جملة يتسلل من ثغرها كل الطغاة الذين تمكنوا يوما من حُكمِ مِصر.

 

تلك السيدة البسيطة إذا ما استطعت وراجعت حالها في عصر المخلوع مبارك، ستجد أنه لربما لم يكن ليختلف كثيرا عن الآن .. كانت لتشكو من ضيق الحال وتلعن الهرم الطبقي الذي دفعها عن آخر مراتبه ! فسقط منسية عن كادر مواطنيه.

 

ولكن لا تتفاجأ إذا ما وجدتها رغم ذلك تسأل، في نفس عبارتها، حامي الديار أن يشملها برعايته ويتعطّف عليها ويوفر لها قوت يومها.

 

سقف تطلعات يتضائل حد أننا صرنا نُفاضل بين سفاح وآخر ..

 

ونترحّم على أمس كنا نُقتّل فيه سرًا كي لا تشوب الصورة الخارجية شائبة لمن ينظر على السطح!

 

شريحة ليست بهينة من المطحونين، الذين لا يجدون غضاضة في أن يستجدوا حقوقهم وكأنها منّةٌ ومنحة!

 

وبالطبع .. لا يطيقون ولا يملكون متسعا لمزيد من الضغط على أمور معيشتهم .. فهم بالكاد يعيشون !

 

لا بأس..

 

سيكون مُحرّم علينا أن نطلب منهم الإحتمال والتحامُل، ولن تجد مفردات مثل : "ثمن الحرية" و "ضريبة الثورة" مكان في إهتماماتهم .. اللهم إلا نادرا.

 

ولكن .. أن ترتضي التعامُل مع ساعٍ اكتشفت مرارا أنه يبخسك البيع ويسرق حقوقك، في سبيل ألا تتعب في البحث عن آخر فهو أمر غير مفهوم ! .. لا يسع المرء حياله سوى أن يراه مرض آخر من أمراض هذا المجتمع.

 

لماذا لا تنفك نسبة لا بأس بها من المصريين تترحم على أحد الطغاه لأنه كان أقل بطشا .. أو ربما أكثر سذاجة من تابعه ؟! لماذا الإضطرار لأقل الشرّين والمقارنة بين سيء وأقل سوءا؟!

 

لعله سؤال لن يجد أحدهم إجابة لائقة له من رجل الشارع العادي البسيط، إلا حينما ننتزع احتقار الذات وسب البلد بما حَوَت -بما فيها نحن أنفسنا- في إمتهان متناهٍ للفرد المصري الذي فَقَد قيمة نفسه بإرادته.

 

 

 

 

 

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023