شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

وانهارت الدولة ـ عاصم عليوة

وانهارت الدولة ـ عاصم عليوة
ثمة من يرى أن ما حدث فى أسوان إنما هى سحابة سوداء مرت سريعا وأن الأمور عادت إلى طبيعتها بجلوس العائلتين معاً...
ثمة من يرى أن ما حدث فى أسوان إنما هى سحابة سوداء مرت سريعا وأن الأمور عادت إلى طبيعتها بجلوس العائلتين معاً والاتفاق على تطبيق هدنة ولكن الحقيقة التي ينكرها كثيرون -وخاصة النخبة المزيفة ودراويش الليبرالية المصرية وسحرة فرعون من الاعلاميين- أن ما حدث إنما هو انتكاسة جديدة تضاف إلى سجل الانقلابيين على مدار تسعة أشهر كان أولها مذبحة الحرس الجمهوري.. وآخرها كانت مذبحة أسوان.
 
ولكن المذبحة الأخيرة أكدت على انهيار الدولة وتفكك قوامها الأساسي وقد تمثل ذلك واتضح من خلال عدة نقاط:
 
– فشل الداخلية فى إنهاء أزمة مجتمعية بل إن هروب قوات الأمن من مسرح العمليات يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأننا لا نمتلك جهازا أمنيا بل مجموعة هواة لا يهتمون بأمن الوطن والمواطنين ويكتفون بمحاربة طلاب الجامعات وقمع المظاهرات واعتقال السيدات والشباب وانتهاك الكثير من حقوق الانسان ظنا منهم أن ذلك سيرجع الأمن للمواطنين وهو ما ثبت فشله في أسوان.
 
– انتشال السلاح بهذة الكثافة و فى معركة بين قبيلتين يؤكد بأن ما يمتلكه المصريون من سلاح فى بيوتهم أكثر مما يمتلكونه من مقومات الحياة كزيت وسكر وقد اتضح ذلك جليا فى الصورة التى تم التقاطها من سطح أحد العقارات ومثبت عليه جرينوف ..
 
– تشكيل لجنة تقصي حقائق هو مهزلة بكل المقاييس وتأكيد لانهيار الدولة فأين مؤسسات الدولة وأين دورها؟ أين الشرطة وأين النيابة وأين القضاء وأين المحليات لا يوجد لهؤلاء دور ولا تسمع لهم كلمة؟.
 
– قتل أكثر من 25 مواطن مصرى خلال 3 أيام يوحى بأن الدم المصرى صار رخيصا ليس لدى أعداء مصر بل لدى المصريين أنفسهم و كل ذلك بسبب المذابح التى ارتكبها العسكر منذ بدء الانقلاب
 
– عدم معرفة أسباب المذبحة وتشتيت ذهن المتابعين بأسباب لا علاقة لها ببعضها يؤكد أن من تحدث فى الأمر إنما يتحدث من أمنيات وليس حقائق أو وقائع ويؤكد أن الدولة لن تستطيع أن تذكر الأسباب التى أدت إلى ارتكاب هذة المذبحة لأنه سيدين الدولة والقائمين عليها لتقصيريهم فى أعمالهم ..
 
– اتهام الاخوان بأنهم السبب فيما حدث من قبل المتحدث العسكرى أمر يثير الضحك و يؤكد أن الاخوان اصبحوا كابوس يؤرق مضاجع الانقلابيين و يؤكد فشلهم الذريع فى إدارة الدولة.
 
– استطاعت عائلتين فقط فى توقف الحياة و شل أركانها فى محافظة فأغلقت المدارس والجامعات والمحلات التجارية والمخابز و قطعت الاتصالات و المواصلات .. مما ينذر بكارثة كبرى حيث تستطيع50 عائلة فقط أن تشل الحياة فى مصر بأكملها و كل ذلك بسبب إخفاق الانقلابيين فى إدارة الدولة .
 
– انتشار صور القتلى فى الاعلام بهذة المناظر الفظة يؤكد بأننا نعيش فى غابة وليس دولة يحكمها نظام .
 
– عدم استقالة وزير الداخلية والمحافظ بل وتكريم وزير الداخلية بأنه أفضل وزير داخلية على مستوى الوطن العربى يؤكد أننا أمام مسئوليين ليسوا أصحاب مسئولية فهذة المذبحة إذا حدثت فى أى دولة كانت كفيلة بإقالة رئيس الوزراء وليس وزير الداخلية فقط .. وما فعله محلب من ذهابه إلى أسوان والتقاطه بعض الصور ورجوعه إلى القاهرة و المعارك كانت مشتعلة يؤكد أننا أمام إدارة فاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
 
– الاعلان عن اتفاق هدنة لمدة 3 أيام بواسطة العائلات والقبائل بأسوان فرحت الدولة والانقلابيين بهذا الاتفاق ولكن فى حقيقة الأمر هذا الاتفاق يدل على ضيق الأفق لدى صانعى القرار.
 
– عدم القبض حتى الان على أى شخص مشارك فى هذة المذبحة و الاكتفاء بالجلسات العرفية توحى بأن هذة المنطقة ليست تحت سيطرة الدولة .
 
– ما حدث فى أسوان يثبت أن حدود مصر الثلاثة –شرق وغرب وجنوب- صارت تمثل تهديدا للأمن القومى المصرى و أن الدولة يوما بعد يوم تفقد السيطرة عليها .
 
إن ماتم طرحه هو تشخيص لما وصلت إليه حال الدولة المصرية من انهيار المؤسسات و إذا لم يستيقظ الانقلابيون من سباتهم العميق و إقرارهم بفشلهم فى إدارة الدولة..
 
فليعلم المصريون أنهم قد يتسلموا بلدهم من الانقلابيين وهم قطع متشرذمة تحتاج إلى عشرات السنين لكى يعاد بناء قوامها من جديد !


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023