وفي كل مرة تبدو الدعوة كما لو كانت موجهة لفصيل واحد، هو حركة السادس من أبريل، فتخرج رافضة ومتعالية، كما لو كان لها وجود جماهيري كبير، وكما لو كان إقناعها بفكرة "وحدة الصف" من شأنه أن يحسم المعركة مع الانقلاب بين غمضة عين وانتباهتها.
وعلى الرغم من هذا، فإن العسكر قاموا بإعتقال بعضهم وفرقوا المظاهرات بالقوة، فلم يصدوا ولم يردوا، وقالوا إنهم سيتوقفون عن التظاهر حقناً للدماء!
والتنازل عن مبدأ عودة الرئيس هو أمر يمثل إنتحاراً سياسياً من قبل القوى الرافضة للانقلاب.
والثوار الذين قتل منهم من قتل واعتقل منهم من اعتقل، ومع هذا يواصلون مسيرة النضال هؤلاء لا يمكن أن يقبلوا الدنية في أمرهم، وأن عودة الرئيس على رأس الأولويات عندهم ، وأخشى على الذين يدعون لوحدة الصف أن يكونوا في حكم المنبت الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
بل إن الشهيدة أسماء محمد البلتاجي كانت هناك ،وقد تم قتل أسماء واعتقال حازم، ولم تنبر القوى التي تتعامل مع أحداث "محمد محمود" على أنها النقطة الفاصلة في تاريخ المنطقة لإستنكار ما جر ى لهم، وهذا الصمت على إعتقال حازم واستهداف أسماء يؤكد أن القصة لا علاقة لها بنغمة الإخوان الذين "باعونا في محمد محمود".
وقد كان للإخوان إستراتيجية في تحالفهم مع العسكر، عن طريق أخذهم على "كفوف الراحة"، بفتح باب الانتخابات ،ولم تكن للآخرين استراتيجية وكان كل ما يعنيهم هو الحصول على "الوجاهة الاجتماعية" من خلال هذه اللقاءات
. انظر إلى صورهم الملتقطة لهم مع شخص أو أكثر من أركان الحكم لتقف على حالة البهجة البادية على وجوههم وكأن لسان حالهم: نحن في حلم أم في علم؟!
وهيئة جحا لم تنقل مع الرواية، لكن يبدو لي أن السخرية إستولت عليه وهو يقول للقائل عن أي غنم تتحدث أيها الأهطل؟!
رابط الموضوع الأصلي