مشاهد تمثيلية ومعارض للصور.. وسائل احتجاجية جديدة لجأ إليها طلاب معارضون للانقلاب العسكري مع بدء الفصل الدراسي الثاني خلال شهر مارس الجاري.
هذه الأشكال من الاحتجاج قال مسؤول حركة طلابية إنه توجه إبداعي جديد يتناسب مع شريحة طلاب الجامعة، لكنه لا يغني عن وسائل الاحتجاج التقليدية، ومن بينها: الوقفات الاحتجاجية والسلاسل البشرية والاعتصامات.
وتشهد الجامعات زخما احتجاجيا لأنصار الرئيس محمد مرسي، والذين يحتجون على اعتقالات طالت زملاء لهم، ويطالبون بإنهاء "الانقلاب العسكري".
وبينما ظهرت الأشكال الإبداعية الجديدة في مختلف الجامعات المصرية، بدت لافتة بشكل أكبر في جامعات القاهرة الكبرى.
ففي كلية الهندسة بجامعة عين شمس نظم طلاب، السبت، معرضا للصور بعنوان "خليك ساكت بكرة الدور هايجى عليك"، لعرض صور الطلاب المعتقلين والطلبة الذين قتلوا في أحداث العنف الأخيرة.
وتضمن المعرض طرح عدة مطالب لهم على السلطات، على رأسها، الإفراج عن الطلاب المعتقلين والقصاص لحق الطلبة المقتولين.
وفي كلية العلوم بجامعة القاهرة، نظمت طالبات، الأربعاء الماضي، معرضا للصور بعنوان "رجعت ريما" ، لرصد ـ"انتهاكات" أفراد الشرطة بحق الطالبات.
وعرض منظمو المعرض صورا للطالبات المعتقلات على أرصفة الكلية.
وفي جامعة الأزهر – فرع البنات، نظمت طالبات، يوم الـ 16 من الشهر الجاري، عرضا تمثيليا صامتا أمام مبنى كلية الطب قاموا خلاله بمحاكاة مشهد فض قوات الأمن لمظاهرة واعتقال مشاركات بها وتعذيبهن داخل السجون.
وانتهى العرض بخروج عدد من الطالبات في مسيرة صامته رافعين لافتات مكتوب عليها: "الحرية للحرائر .. أفرجوا عن مصر".
وفي جامعة الإسكندرية تصدرت العروض التمثيلية أنشطة الطلابية الاحتجاجية خلال الفصل الدراسي الثاني، ومن بين ذلك عرضا تمثليا نظمه طلاب كلية التربية، الاثنين الماضي، تحت عنوان "جمهورية رابعة العدوية".
وخلال هذا العرض أعاد العشرات من الطلاب والطالبات محاكاة أحداث فض اعتصام مؤيد مرسي في ميدان رابعة العدوية، الذي أسفر عن مقتل المئات.
وفي جامعة المنيا،نظم طلاب عرضا مسرحيا ساخرا أمام كلية العلوم؛ حيث مثلوا مشهدا لعلاج أحد مرضى الإيدز باستخدام "الكفتة"، وذلك في سخرية من اختراع المؤسسة العسكرية لعلاج مرض الإيدز وفيروس الإلتهاب الكبدي سي.
وشكك كثيرون في مصداقية الاختراع، الذي شكل مثارا للسخرية خاصة على عبارة قالها مخترع الجهاز أثناء الإعلان عنه في مؤتمر صحفي، الشهر الماضي، حيث لفت إلى أن الجهاز يأخذ فيروس الإيدز من جسم المريض ثم يعيد تقديمه إياه لتغذيته على شكل "أصبع كفتة".
هذه الأشكال الاحتجاجية الجديدة، علق عليها أحمد غنيم، المتحدث باسم حركة "طلاب ضد الانقلاب قائلا إن "الاتجاه للعروض التمثيلية والإبداع في تقديم الاحتجاج خطوة جديدة نسعي أن نرسخها خلال هذا الفصل الدراسي في مختلف جامعات مصر".
وأوضح غنيم أن "الحراك الثوري ممثل في التظاهرات السلمية له شرائح تناسبها، والحراك التوعوي هو وجه آخر يتمثل في العروض الفنية وله شرائح أخرى تناسبه".
وأضاف: "نحن نصر على تقديم الاحتجاج بشكل إبداعي يناسب شريحة الشباب الموجودة في الجامعات".
لكن المتحدث استدرك مؤكدا على أن "الحراك التوعوي وتقديم العروض الفنية وما يسير في فلكها ليس بديلا عن المظاهرات التي ستستمر حتي إسقاط الانقلاب".