واستطر أحمد قائلا "الحقيبه التي كانت معي خاليه ، ولكن حينما حضرت أول جلسه لي ، وجدت حقيبه سمراء لفقت لي وبداخلها ما تم كتابته كأحراز مزيفه ، وبعد التحريات فى أكثر من جلسه ، إكتشفت المباحث أن المظاهرات كانت بمحطة (( غمرة )) ، وتم إعتقالنا بمحطة "الشهداء" ، ولذلك قررو إخلاء سبيلنا بعد 3 ساعات .
وقال "وبعدما ذهبت من قسم روض الفرج إلى قسم الأزبكيه ، بدأ الضباط هناك ينهالو علينا ضربا ، وتم إقتيادنا إلى الحجز ، وفيه تم ضربنا بالحزام والعصى ، كما كان يتم حرق أجساد الناس بالولاعات".
وقال "فى العقابيه تم إحتجازى داخل عنبر يطلق عليه "عنبر الإستقبال"، ومن أول دخولى تم ضربي ضربا مبرحا ، وقامو بتفتيشي تفتيش ذاتي ، وفى العقابيه لا يوجد فى قاموسهم سوى الصمت دون أن ينبس أحد ببنت شفه ، فلا أحد يستطيع مجرد الكلام مع من بجانبه ، الكل يُجبر على السكون".
وفى حاجة إسمها قيادة بيختاروا مسجون بناءً على أنه مفترى أو قليل الأدب ويمسكوه قيادة العنبر ، ويقولك إعمل أي حاجة لازم تنفذها حتى لو قالك اقتل نفسك لازم تقتل نفسك ولو منفذتش تروح حاجة اسمها "عنبر تأديب" وقبل ماخرج بيوم حصل مع واحد أنه رفع صوته، ودوه عنبر التأديب ،ساعة ورجع القفص الصدرى متكسر كله وقعد بالظبط ساعة ومات، راحوا مكفنينه".
وأضاف "بعد كدا معرفناش عنه حاجة وأهله كانوا مستنين برا مع أهلى يستلموه زى ما أهلى هايستلمونى بس للأسف هايستلموه جثة ! هناك كمان الأكل بإستئذان الشرب بإستئذان، وممكن ميأكلكش ميشربكش مينيمكش! حتى وانت قاعد مينفعش تقعد براحتك لأ لازم تقعد بطريقة معينة 24 ساعة لدرجة ان جت عليا فترة مكونتش بشوف بعنيا ، وفى حاجة كمان اسمها "ملة" دى عبارة عن ماسورة حديد وساعات بتبقى خشبة عريضة وسميكة كانت بتكسر الايد وكانوا بيجيبوا ملاية السرير ويعملوها بطريقة غريبة وتبقى أصعب من أي كرباج وتنزل على إيدك تقطع لحم الجلد من جوا، وحقوق الانسان بتيجى عشان تحاول تمنع دا لكن لما بتيجى محدش بيقدر يفتح بوقه أو يشتكى لأن لو فتحت بوقك هاتتقتل ولا حد هايعرفلك سكة. أنا تقريبآ كنت أصغر واحد في المؤسسة وقعدت 90 يوم تعذيب لدرجة ان جلدى من كتر الألم *مات*!"
واختتم أحمد حديثه عن رحلته القاسيه داخل العقابيه قائلا "أساليب كتير بيعذبوا بيها حتى القعدة انت مبستريحش فيها بيخليك تفرد ضهرك وترجع راسك لورا مدة كبيرة وعينك بتزغلل وممكن متقدرش تشوف بيها فترة كبيرة ، ورقبتك تتقطم هي وضهرك مفيش رحمة ! ولو عيطت بقى يبقى قابل اللى ممكن يحصلص،. هما عايزينك من حديد تنضرب وتقف عادى ،دا مرة بس عشان إبتسمت القيادة دا جابنى وقعد يضرب في ضهرى لدرجة إنى حسيت بشلل نصفى ومكنتش قادر أحرك لا دراعى ولا رجلى الشمال دا غير ضهرى !"
فيديو لـ (( أحمد محمد رجب )) وهو يروي تفاصيل معاناته داخل (( العقابيه )) ..