شاب مصري ، يدرس بالسنة النهائيه بكلية الصيدلة جامعة المنصورة ، حمل لواء الدعوة إلى الله ، فصار نهجة فى مواصلة مسيرتة ، وفطن إلى أن العلم والمعرفة هما أيقونة النجاح والريادة .
إبراهيم عزب سيظل إسم يتردد صداه كلما جاء ذكره حيث أضحى مثال للبذرة الحسنه فى زمن إستباح النقاء ، وسيضحى لعنة تُقلق الانقلابيين ليقض مضجعهم ولا يهدأ لهم بال .
بدأت قصة إبراهيم مع سياط قوات أمن الانقلاب فى عام 2009 ، حيث العدوان على قطاع غزة من قبل قوات الإحتلال الصهيوني ، حينها قرر إبراهيم بمساعدة بعض من زملائه فى تجميع الأدويه والبطاطين وذلك لإرسالها لأشقائنا الفلسطينين .
وفي فجر أحد أيام شهر سبتمر 2009 توجهت قوات من الأمن الوطني إلى بيت إبراهيم ، وكان جميع من فى البيت نائما إلى هو أخت له ، فتم إقتياده بهدوء ، وأخذه إلى مكان غيرمعلوم . حينئذ تم القبض على إبراهيم وزملائه، وقد وجهت لهم النيابه تهمة تصنيع متفجرات وصواريخ بغرض قصف السفن التي تمر بقناة السويس .
وقد ظل إبراهيم فى السجن 6 شهور لا يعلم ذويه عنه شيئا ، وبعد 6 شهور وحينما تم العثور عليه ومعرفة مكانه حيث كان فى مقر أمن الدوله بمدينة نصر ، وكّل أهله محاميا للدفاع عن إبراهيم الذي كان فى حاله سيئة للغايه حينما زاره محاميه ، حيث ملامحه التي تشي بأثار الصعق والضرب والتكبيل ، وقد ذكر لأهله عندما تم إطلاق سراحه أنه قد نسي أسماء إخوته من شدة ما طاله من تعذيب .
وقد تم عرض قضية إبراهيم أمام محكمة مدنية ، وقد تهكم القاضي و ضحك من التهم الموجهه له وهو وزملائه ، وقرر إخلاء سبيلهم ، ومن المتعارف أن إخلاء السبيل يتم من حيث المكان الذي تم إعتقاله منه ، ولذلك عندما ذهبو الى مقر أمن الدوله بمدينة نصر وقبل أن يتأهبو للنزول من عربه الترحيلات ، فوجىء إبراهيم وزملائه أن أمن الدوله قد نصبو لهم فخ جديد وأصدرو قرار غعتقال جديد ، وبالفعل تم إعتقالهم ، وبعدها حصلو على إخلاء سبيل إلا أن أن أمن الدوله فى تكرار لذات السيناريو أصدرو أمر تاني بإعتقالهم ، إلاّ أن القاضي أمر بإخلاء سبيلهم ، ليتكرر مشهد الإعتقال لثالث مره ، وتجدد للمره الرابعه .
في عام 2011 و بعد تنحى مبارك بوقت قليل ، اتصل سامى عنان والذي كان رئيس أركان حرب القوات المسلحه حينها باهل إبراهيم ، وسألعن ظروف إعتقاله ، وملابسات القضيه ، وبعد المكالمه ظل ذويه منتظرين اى رد فعل من عنان، ولكن لا جدوى فإبراهيم ظل محبوسا كما كان .
و فى شهر مارس من نفس العام ، بدات أسرة إبرايهم وبعض المتضامين بعمل مظاهرات امام وزارة الداخليه ، فتم عرض الأمر على اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية حينها ، فأصدر أمر بإخلاء سبيل إبراهيم وزملائه ، وكان قراره ماهو إلاّ تنفيذ لحكم قضائي سابق ، وبالفعل وأخلى سبيلهم فى 23 _ 3 _ 2011 . عاد ابراهيم بعد ذلك إلى كليته ، التي إحتفلت بخروجه وكرمته فى حفلة مهيبه لأنه كان معروف جيدا وسط زملائه وأساتذته أنه ظلم ظلم بيّن جلي ، ومارس حياته بصورة طبيعيه فيما بعد .
فيما بعد الانقلاب …. صرح عبدالرحمن عزب أخو إبراهيم أن بعد الانقلاب العسكري مباشرة ، كان مجموعه من الضباط يتصلون بابراهيم ويتوعدوه قائلين : (( احنا رجعنا تانى للساحه ، وانت هترجع تانى للتعذيب )) .
وأشار عبدالرحمن أن إبراهيم وأسرته لم يعلمو شيئا عن الحكم بالإعدام الذي صدر بحقة غيابيا ، حيث انتشرت أخبار على مواقع الصحف والقنوات بأنه تم إحالة أوراق 26 إخوانيًا إلى المفتي في قضية خلية السويس ويوم 19 مارس النطق بالحكم. حتى المحامى لم يعلم شيئا عن ذلك ، ولا أحد يعلم متى فتح الملف مره أخرى ، أو متى أقيمت الجلسة التى تم فيها الحكم ـ والتى تمت دون اى متهمين ، حيث عقدت المحاكمة بأمناء شرطة وبدون محامين أو مرافعات .
وقد أشار عبدالرحمن أن القاضي الذي أصدر الحكم هو نفس القاضي الذي حكم على الدكتور مرسي , كما أن تلك المحاكمة لم يحضرها أحد حتى إبرايهم نفسه وذلك لعدم علم أحد بها . تم اعتقال إبراهيم فجر يوم 7 من الشهر الجاري ، حيث إتصل به أحد أصدقاؤه يستنجده لعلاج طفلة مريضه ، وذهب ابراهيم للمكان ليفاجأ بقوات الشرطه تنتظره فى المكان ، حيث تم القبض عليه .
وقد إستخدمت قوات أمن الانقلاب ذات الإسلوب فى القبض على باقي زملائه ، وذلك عن طريق المكالمات الكاذبه لضبطهم متلبسين وتلفيق التهم لهم .
أما عن مظهر إبراهيم والذي يظهر عبر الفيديو الذي تم نشره وهو يعترف بحزمة من التهم الملفقه فيؤكد عبدرالحمن ان خدودهأصابها الورم بشكل غير طبيعي ، كما أن هناك صق كهربائي واضح فى رقبته وكدمات فى راسه ، إلى جانب الكدمات فى اعلى أنفه ، حتى ملابسه الداخليه يرتيديها براهيم المقلوب .
واستطرد عبدالرحمن قائلا : أنا متأكد انه تم تصويب سلاح وراء ظهره ، كما أن إسلوب التلقين واضح جدا ، لأن كلامه به اسلوب مختلف عن اسلوب ابراهيم ، وليس عندى ذره شك واحده انه يكون كلام ابراهيم لان ليس اسلوبه ولا تعبيراته ولا الفاظه ، كما أن أخى لم يشاهده احد الى الان ، فقط المحامى هو من قابله .
وأعلن عبدالرحمن أن غبراهيم قد تم إقتياده من الامن الوطنى فى المنصوره ، ونقل الى مديريه امن الدقهليه ، وتم تصوير الاعتراف قبل تحقيق النيابه ، الأمر الذي فيه مخالفة للقانون ،حيث نقل فيما بعد إلى نيابه امن الدوله بالقاهره .
وقد لفقت له مجموعه أخرى من التهم الجديده أبرزها : بقتل رقيب شرطه (( فى مفارقه عجيبه حيث هى ذات التهمه الذي تم تلفيقها لشاب فى فى امتيار طب المنصوره ))، إلى جانب التخطيط لتفجير سيارات ضباط شرطه ، وتفجير مديريه الامن القديمه وهى اتهامات جديده غير اتهامات صواريخ قناة السويس .
أما عن الحاله النفسيه والجسديه لإبراهيم فيقول عبدالرحمن : ابراهيم كان فى حاله مذريه من التعذيب ، فهو لم يستطع ان يجلس على الكرسي من الضرب والكسور التى تملىء جسده ، لدرجة أنه تم نقله إلى أريكةأخرى غير الكرسي حتى الإنتهاء من التحقيق معه ، كان يتم التحقيق معه فى نيابه امن الدوله ، ويبيت فى الامن الوطنى ، حيث يتم ضربه طوال الليل ،ليتجدد التحقيق معه فى النيابه فى اليوم الثاني ، وبعد الإنتهاء يتم إقتياده للأمن الوطنى لتبدأ حصته اليوميه من التعذيب ، وظل هكذا لمدة أربع أيام متواصله حيث يتم ضربه لتهيئته للإستجابه لما يتم تلقينه إيّاه والإعتراف به تحت الضغط والتعذيب وذلك على مرأى من وكيل النيابه .
وقد أكد عبدالرحمن أنهم لا يعلمون الأن مكانه على وجه الدقه . أما عن استقبال ذويه لحملات النشطاء ومواقع التواصل الإجتماعى تضامنا مع قضية إبراهيم ، فأعرب عبدالرحمن عن إمتنانه لذلك ، وأنه لم يتخيل ان تأخذ القضيه تلك المساحه من التضامن .
وقد تواصلت المنظمه العربيه لحقوق الانسان معه لطلب تفويضه في جعل القضيه تأخذ مسلكا حقوقيا ، وقد وافق على ذلك حتى يعلم الجميع ما يطال المصريين من ظلم وتعسف .
واختتم عبدالرحمن حديثه بتوجيه عدة رسائل حقّه بدأها بتوجيه رساله لقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي قلائلا : اتق الله ، واعلم أن الموت سيزيلك عن العرش الذي تجلس عليه ، وسينقلك من سعتك لضيق قبرك وستجد ربك ولن ينجيك احد من غضب الله ، ولن يبق مع أحد الا عملك فتذكر هذا اليوم . ووجه رسالته الثانيه للمتضامنين مع قضيه أخيه حيث قال : لكل المتضامين جزاكم الله خيرا، فقد جددتم الامل فينا ، و ان الخير فشباب مصر وبنات مصر ،فلا تدرون كم الدعم المعنوى الذي يصل إلينا بتعليق او كومنت ، وأتمنى من الله أن لا يريكم هذا البلاء فى عزيز لديكم . وكانت رسالته الثالثه للشعب المصري : بالنسبه للشعب المصري ، اتمنى ان المصريين لا ينتظرو ان يحدث لهم ما حدث لنا حتى يدركو خطورة الوضع ، فهم مخدوعين ، على اعتبار انهم لم يذوقو النار بعد ، فاحتماليه حدوث ذلك وارده وقريبهو فى اى وقت ، على الاقل اذا لم تتضامن معنا فكف لسانك عنا .
الجزء الأول من اللقاء – خاص رصد :
الجز الثاني من اللقاء – خاص رصد