أسرة فقيرة معدومة مكونة من 5 أشخاص، أب خفير بإحدى العقارات بالقاهرة، وأم قعيدة بسبب المرض، وأبناؤهما الثلاثة فى منزل بقرية نائية اسمها بنى خلف، هذا هو حال منزل الطالب "هشام فتحى عباس" الذي لقي مصرعه داخل بيارة مدرسة بني خلف الإعدادية في مغاغة.
يقول "فتحى عباس" 61 سنة والد الطفل القتيل، إنه كان فى القاهرة وقت وقوع الحادث وأبلغه نجله الثاني بالواقعة فجاء مسرعا عائدا إلى المنزل ليلقى النظرة الأخيرة على طفله وهو يودعه إلى مثواه الأخير، مؤكدا أن ما حدث إهمال جسيم، وأنه لن يترك حق ابنه وسوف يقيم دعوى قضائية ضد وزير التعليم ومسئولى التربية والتعليم بالمحافظة.
وأضاف فتحى، في تصريحات صحفية، أن ما حدث لنجله قد يحدث لأي طالب أخر في مدرسة أخرى نتيجة للإهمال وكلمة "كله تمام"، وأوضح أن نجله كان دائما ما يشتكى من سوء التعليم داخل المدرسة وعدم الاهتمام من المدرسين، مشيراً إلى أنه لو كان لديه العلم بما سيحدث لما كان سمح لابنه بالعودة من القاهرة، معلقاً "ابني أخذني بالحضن وكأنه يودعني قبل رحيله وعودته إلى المدرسة".
وأضاف خال الطالب محمد زغلول عامل بالمسجد "علمنا بوفاة هشام من أهل البلد فأسرعنا إلى المدرسة فوجدناه بالبئر، وكانت هناك محاولات لإنقاذه استمرت كثيرا"، مشيرا إلى أن غطاء البيارة متهالك، ووجدوا فتحة تعادل 50 سم بحائط البيارة، أما شقيقه محمد فقد أكد أنه سوف يقاضي وزير التربية والتعليم ومدير الإدارة وهيئة الأبنية، ومجلس المدينة ومدير المدرسة مطالبًا بمحاسبة جميع المسئولين عن الواقعة.
أما والدته التى أكلها المرض وأقعدها في الفراش، فلم تقوَ على الكلام من كثرة الحزن على فقدانها لنجلها، مطالبة بإعادته لها، وتتمتمت بعض الكلمات قائلة "حد فيكم يقدر يرجع لي ابنى".
أما عمدة القرية محمد عبد العظيم فأشار، في تصريحات صحفية، إلى أن البيارة عمقها 20 مترًا، ومقامة منذ حوالي 70 عاما، وأنهم سحبوا الكثير من المياه للتمكن من إخراج جثة الطالب، التي استغرقت حوالي ساعتين ونصف، أما تقرير مفتش الصحة فقد أكد أن الوفاة نتيجة إسفكسيا الغرق.