أصدر الائتلاف العالمي للمصريين في الخارج بيانا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة للتضامن مع حرائر مصر في مواجهة الانقلاب العسكري
وقال البيان أنه تخليداً لجهود النساء اللاتي ساهمن إلى جانب الرجال في صنع التاريخ والحضارة الإنسانية، يستعد العالم للاحتفال باليوم العالمي لحقوق المرأة في الثامن من شهر مارس الجاري، هذا اليوم الذي يعدّ رمزاً لمناهضة الاستغلال والاستبداد واضطهاد المرأة، ومناسبة خاصة للاحتفاء بإنجازاتها والنظر في القضايا الشائكة التي ما زالت تواجهها على مستوى العالم، خاصة في بيئات القمع والإرهاب والتخلف والتمييز.
وقال البيان أن المرأة المصرية ضربت طوال تاريخها أروع الأمثلة في النضال من أجل الحرية والمساواة في الحقوق الأساسية، وسجل التاريخ الحديث مواقف رائدات الحركة النسائية المصرية وإنجازاتهن في هذا المجال، وأضاف البيان أنه بعد عقود طويلة من السعي الحثيث في سبيل العدالة للجميع جاءت ثورة 25 يناير لتضع المرأة المصرية المعاصرة مجدداً في صميم الحراك الهادر بالحرية والكرامة، فكان فعلها الثوري حجر الزاوية فيما شهدته مصر خلال الأعوام الثلاثة الماضية،
وأضاف البيان لقد لعبت المرأة دوراً رئيسياً في المطالبة بالتغيير بداية من ميدان التحرير إلى محمد محمود ومجلس الوزراء إلى رابعة والنهضة ثم جميع ميادين مصر وشوارعها.
واعتبر البيان أن الانقلاب العسكري في مصر يعتبر أسوء حدث مر على مصر قائلا إن انتكاسة الديمقراطية في مصر يوم 3 يوليو 2013، وقعت تلك الشريحة على أهميتها فريسة للتهميش والعنف وانتهاك حقوقها الأساسية،
وأضاف البيان أنه تأتي ذكرى اليوم العالمي لحقوق المرأة بينما يتعرض نساء مصر وفتياتها الحرائر لحملة ممنهجة من انتهاكات غير مسبوقة في وحشيتها وقسوتها علي يد الانقلاب العسكري المغتصب للسلطة، والذي لم يدخر وسيلة لكسر إرادة المرأة المصرية بداية من مصادرة حقها السياسي كمواطنة لها حق الانتخاب واختيار من يمثلها، ثم الاعتداء على المتظاهرات وحرمانهن الحق في التعبير السلمي عن الرأي، إضافة إلى انتهاك حرمات البيوت واقتحام الجامعات، والاعتقال العشوائي والاحتجاز القسري في أماكن مجهولة يتعرضن فيها للتعذيب البشع والتحرش الجنسي بل والاغتصاب، وصولاً إلى الإصابات الخطيرة والقتل الذي لم يفرق بين طفلة أو فتاة أو امرأة مسنّة في الثمانين، وفوق كل ذلك الحرمان من المحامين أو تقديم الشكاوى وتوثيق الاعتداءات.
واستنكر البيان ما يتعامل به مع المرأة قائلا : إنه من غير المقبول استمرار التغاضي عن تلك الانتهاكات، لذلك فإننا نضع الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وغيرهما من المؤسسات الدولية المعنية أمام مسئولياتها، ونطلب قيامها بالدور المناسب لوقف تلك الجرائم بحق المرأة في مصر، فرغم إعلان الجمعية العامة يوم 25 نوفمبر من كل عام يوماً عالمياً للقضاء على العنف ضد المرأة، وهو ما تزامن هذا العام مع جرائم وانتهاكات غير مسبوقة في تاريخ الأمم، يرتكبها الانقلاب الغاشم في مصر بحق الشعب عامة، والمرأة بوجه خاص، إلا أننا لم نشهد تحركاً يرتقي لمستوى تلك الانتهاكات.
وأضاف البيان أنه في هذا السياق يبدأ الائتلاف العالمي للمصريين في الخارج فعاليات خاصة لمدة أسبوع تستمر حتى يوم الأحد 9 مارس وذلك لتسليط الضوء على قضية المرأة المصرية والقمع الذي تتعرض له، من خلال حملة حقوقية على مستوي العالم لمخاطبة المنظمات والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان، يصاحبها تحرك جماهيري متنوع الفعاليات لنقل صوت المرأة المصرية المستباحة حقوقها إلى ضمير الإنسانية والمجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني المعنية على حد نص البيان
وطالب البيان من هذه المنظمات "وضع مصر كحالة خاصة في مجلس حقوق الإنسان لمراقبة الانتهاكات ضد المرأة في مصر" وتعليق عضوية مصر في كافة المنظمات التي تمثل المرأة في العالم ما دامت تحت سلطة الانقلاب" كما طالب البيان هذه المنظمات بتشكيل لجان تقصي حقائق حول انتهاكات الانقلابيين ضد النساء، تعمل على زيارة أماكن الاحتجاز ورصد الشهادات من الحالات التي تعرضت للعنف وتوثيق هذه الشهادات مع توفير ضمانات دولية لنزاهة هذا التوثيق، ورفع تقرير للأمم المتحدة . اتخاذ خطوات قانونية ضد مرتكبي هذه الانتهاكات بحق المرأة لمحاكمة المتورطين فيها.وتشكيل تحالف للمنظمات الحقوقية تعمل على حماية ممارسة المرأة المصرية حقها في التعبير والتظاهر السلمي.
ودعا الائتلاف العالمي كافة المصريين وكل حرّ مؤيد لحق الشعوب في الحرية والكرامة للتواصل مع مؤسسات الائتلاف الأعضاء في أنحاء العالم، ومع مواقع الحملة على شبكة الانترنت بدءا من مساء اليوم.
واختتم البيان بقوله : لقد حملت الثورة حلم الحرية والكرامة والمساواة لجميع المصريين، فكان ذلك باعثاً على التفاؤل والسعي لبناء مجتمع أكثر انفتاحا وديمقراطية تحتر فيه حقوق النساء ويصغى فيه إلى أصواتهن لتحقيق ازدهار واستقرار دائمين،
وحيا البيان المرأة قائلا : تحية إجلال للمرأة المصرية الصامدة في سبيل تحقيق هذا الحلم وانتزاع حريتها رغم المعاناة التي تكابدها منذ الانقلاب الدموي، لتسطّر بحروف من نور مواقف مشرّفة وتصنع التاريخ بثباتها الأسطوري في الدفاع عن كرامة الوطن.