معاناة وتعذيب وضرب وإهانة, مفردات تحمل الكثير من الألم للمعتقلين من قبل قوات أمن الإنقلاب, وما يمارسونه فى حقهم من إنعدام للإنسانية وإنتهاك للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان, تهمتهم الوحيدة أنهم قرروا إعلاء صوت الحق ومعارضة حكم العسكر .
وفيما يلي تقرير عن بعض حالات الإنتهاك لجميع حقوق الإنسان تُمارس على المعتقلين بقسم أول – أسيوط , في ظل أجواء هانت فيها الأرواح لمجرد الإختلاف في الأفكار , و سَهُل فيه الإذلال لغياب الحقوق .. و كثر فيه الظلم لتسيّيس العدالة
يواجه المعتقلون – الذين صدر بحقهم مجرد حبس إحتياطي فقط – في زنازين أسيوط إنتهاكات لجميع حقوق الإنسان بـ شتّى الأنواع و إختلاف درجاتها , حتى أصبحت من كثرتها إنتهاكات مألوفة و مكررة , و نظراً لعدم وجود قاضي يُنصفها تطورت الإنتهاكات حتى وصلت إلى أبشع مراحلها .
إسلام رجائي الرشيدي , وهو طالب بالفرقة الرابعة – كلية الطب , تم إصابته من قوات أمن الإنقلاب يوم 5 يناير 2014 ,و تم حجزه بمستشفى السجن لتلقيه العلاج حتى يوم 23 يناير .وقد تم ترحيله من مستشفى السجن إلى الحبس بقسم أول أسيوط رغم عدم إنهاء فترة علاجه ! إسلام فقد عين , يتم معالجة عينه التانية , أنفه مكسورة , فكه به خيوط تثبيت , و العديد من طلقات الخرطوش في الوجه , ويعتبر مُهدد بفقد عينه الثانية .
فى سياق متصل كان خالد الشحات الحسيني , طالب بالفرقة الثانية – كلية الزراعة , الحاله الثانيه. حيث أصيب بطلق خرطوش بالقصبة أمام جامعة أسيوط في 5 يناير 2014 ، وتم القبض عليه و سحلة و ضربه على قدمه المصابة، ثم نقله للمستشفى، لإجراء عملية ,و تم حجزه بمستشفى السجن لتلقيه العلاج حتى يوم 23 يناير .
ونشر المرصد العربي عنه التالي "قامت قوات الأمن باحتجازه بقسم أول دون أن يكمل فترة علاجه عقب إجراء عملية جراحية بمستشفى جامعة أسيوط 27 يناير الماضي، شملت تركيب 8 مسامير في قصبة رجله وشريحة بطول قدمه من الكاحل حتى الركبة".
ونقل المرصد عن والدة خالد الشحات الحسيني أن ابنها شبه عاجز و أن تقرير المستشفى أوصى بعدم نزوله من السرير أو السير بعكاز لمدة 45 بعد إجراء العملية، مؤكدة أن الأمن رفض دخول كرسي متحرك أو كرسي بلاستك به ثقب يسهل له قضاء حاجته، أو حتى تركيب قسطرة , وسط تعتيم كامل على الامر .
أما مصطفى صافي , طالب بالصف الأول الثانوي الصناعي – 16 عام , والذي أعتقل يوم 15 / 8 / 2013 من الشارع , وقد وجهت له قوات امن الإنقلاب تهمة حيازة سلاح آلي ومولوتوف وسلاح ابيض .
تم تجديد حبسه 13 مرة في كل مرة 15 يوم وتم تحويلة للمحاكمة امام محكمة الجنايات , وقد تم حبس مصطفى بكل سجون أسيوط ابتداء من فرق الامن وسجن الساحل و منفلوط و أسيوط و قسم ثاني و مؤسسة الاحداث و حاليا هوا في قسم أول , وقد تعرض للتعذيب والضرب ورش مادة سامة على العنين والجسم
في حوار بينه و بين أحد الشهود لحالته حيث كان معتقلا؛ مصطفى : أنا اترحلت لكل معتقل في أسيوط تقريباً ومن بين الأماكن دي رحت قسم و لما نزلنا من العربيات مع شباب كتييير مقبوض عليهم كان في صف عساكر يمين و صف شمال و بالعصي الخشب دي نزلوا فينا ضرب لحد ما اتكسرت علينا , و بعديها دخلنا القسم , و كل واحد يدخل يرشوا في عينيه وراسه و قفاه ببخاخه حاجة بتعمل حرقان جامد وشديييد، طب دي مفعولها لحد امتى ؟ مصطفى : لحد 3 او 4 ايام تقريباً حسب الكميه اللي بتترش عليك
ويستكمل الشاهد حديثه؛ عملت استئناف كذا مرة واترفض مع العلم إن في ناس كتير في نفس القضية أخدوا إخلاء سبيل
ومن الطرائف التي حدثت , أنه فى أثناء دخوله على وكيل النيابة الذي واجهه بالتهم الموجهه إليه، رد عليه مصطفى بقوله : طب تخيل معايا اني ماسك السلاح الابيض بإيد والآلي بأيد .. المولوتوف هحطه فين ؟؟ وكيل النيابة ظل يضحك و قال له: عندك حق و برده جددله 15 يوم !!
الجدير بالذكر أن جميع التهم التي توجه إلى أكثر من 525 مُعتقل بالمحافظة أسيوط , ما هي إلا تُهم ملفقة و مصطنعه من داخلية الإنقلاب وبتأييد من قضاء الإنقلاب .