شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حرائر الدقهلية.. صمود وتحدٍّ رغم القتل والاعتقال

حرائر الدقهلية.. صمود وتحدٍّ رغم القتل والاعتقال
انتهى عام 2013م وكَتب في سجل الشرف والفخر والصمود والتحدي دوراً مشهوداً لنساء وفتيات الدقهلية اللائي خرجن وناضلن من أجل...

انتهى عام 2013م وكَتب في سجل الشرف والفخر والصمود والتحدي دوراً مشهوداً لنساء وفتيات الدقهلية اللائي خرجن وناضلن من أجل الحرية والكرامة والعزة، وقدمن في سبيل ذلك الشهيدات والمعتقلات وتعرضن للمطاردات والضرب والاعتداءات بالخرطوش والأسلحة البيضاء والدهس بالسيارات والتهديد والتحقيق والفصل، ولم يمنعهن كل ذلك من مواصلة تحدي البلطجية والأمن والانقلابين، ورفعن أصوتهن بالحق حتى دحض الانقلاب وعودة الشرعية.

 

عشرات الآلاف من السيدات والفتيات خرجن في مظاهرات يومية بمحافظة الدقهلية على مدار ستة أشهر ، واعتصمن في ميادين المنصورة والقاهرة لرفض الانقلاب ، وأسست حركات نسائية أبدعت في وسائل الاحتجاج السلمي كحركة نساء الدقهلية ضد الانقلاب وحركة حورية المنصورة.

 

فقد امتدت مظاهرات الحرائر لتشمل طالبات الجامعات والمدارس الثانوية والمدارس الإعدادية، والتي اتسع امتدادها الجغرافي ليشمل كافة مراكز محافظة الدقهلية، وتعرضت الطالبات لاعتداءات من عديمي النخوة والرجولة من مؤيدي الانقلاب ومن البلطجية ، ولم يمنعهن ذلك من استمرار الاحتجاج.

 

استشهاد 5 سيدات وإصابة المئات:

 

في 19 يوليو 2013م الموافق 10 رمضان ، خرجت مظاهرة حاشدة بالمنصورة وتعرضت لاعتداء وهجوم وحشي غير آدمي من البلطجية على السيدات والفتيات في خسة ودناءة وجاهلية ووحشية وأطلقوا عليهن الرصاص والزجاج وضربوهم بالسنج والأسلحة البيضاء في فاجعة مصرية غير مسبوقة أدت لاستشهاد كل من هالة أبو شعيشع (طالبة في الثانوية) والدكتورة إسلام عبد الغني (صيدلانية) وآمال فرحات وفريال الزهيري ثم لحقت بهن سهام الجمل (برلمانية) بعد 3 أشهر حيث أدت إصابتها بجرح قطعي لمضاعفات دهورت من حالتها الصحية حيث كانت مريضة ، كما أصيب في هذه المجزرة مئات السيدات والفتيات والأطفال.

 

واعتدت البلطجية وقوات الأمن على البنات بجامعة المنصورة وأصيبت الطالبة إيمان الجيار بارتجاج في المخ وفقدان مؤقت للذاكرة وشلل مؤقت في القدمين.

 

ودهست سيارة ملاكي مسيرة نسائية بجوار قسم الشرطة وأصابت عشرات السيدات والفتيات منهم حالة خطيرة انتشلوها من تحت السيارة.

 

وتعرضت المتظاهرات في الجامعات والمدارس لاعتداءات متكررة من البلطجية والموظفين وقوات أمن الانقلاب بالضرب بالغز المسيل للدموع ووقوع حالات اختناقات متعددة كما تعرضوا للضرب المبرح وتمزيق الحجاب والقذف بالحجارة والزجاج.

 

اعتقالات وحبس للحرائر بلا نخوة

 

وفي 13 سبتمبر 2013م اعتقل أمن الانقلاب الفتاة رباب عبد الجواد (17 عاما) من أمام قسم الشرطة أثناء زيارتها لشقيقها المعتقل، وظلت رهينة الاحتجاز حتى أخلت النيابة سبيلها بعد 5 أيام.

 

وفي 13 أكتوبر 2013م داهمت قوات أمن الانقلاب منزل هدى الجندي (معلمة بمركز أجا) واعتقلت السيدة أمام تلاميذها بتهمة حيازة صور الرئيس محمد مرسي، وظلت رهينة الاعتقال حتى أفرج عنها في 28 نوفمبر 2013م.

 

وفي يوم 8 نوفمبر 2013م داهمت قوات أمن الانقلاب منزل مجدي الوشاحي بالمطرية واحتجزت زوجته وزوجة نجله كرهينة من أجل القبض على الوشاحي ، ثم أفرجت عن زوجة نجله مساء ذات اليوم ثم أفرجت عن زوجته في اليوم التالي.

 

وفي يوم 13 نوفمبر 2013م ألقت قوات أمن الانقلاب القبض على ثلاثة طالبات بجامعة المنصورة بعد توصية دنيئة من رئيس جامعة المنصورة الدكتور السيد عبد الخالق، وتم حبس الطالبات يسرا الخطيب ومنه الله البليهي وأبرار العناني مع الجنائيات ولازلن رهن الاعتقال حتى كتابة هذه السطور.

 

وفي يوم 18 ديسمبر 2013م اعتقلت قوات أمن الانقلاب الفتاة مارية المتولي (15 عاما) طالبة ثانوي عقب مظاهرة للطالبات بمركز منية النصر، ولا زالت رهن الاعتقال حتى كتابة هذه السطور.

 

وفي يوم 19 ديسمبر 2013م اعتقلت قوات أمن الانقلاب السيدة عواطف عبد القادر خلال حملة مداهمات لمنازل قرية شها بالمنصورة، وظلت محتجزة طوال اليوم حتى أفرج عنها مساءً.

 

وفي يوم 27 ديسمبر 2013م ألقت قوات أمن الانقلاب القبض على الناشطة رانيا عبد المؤمن و السيدة عزة بدير من أمام مديرية الأمن ، ولازلن رهن الاعتقال حتى كتابة هذه السطور.

 

المرأة والإبداع الاحتجاجي

 

رغم الاعتداءات والانتهاكات ضد المرأة الدقهلاوية وخطورة الخروج للتظاهر عقب علانقلاب العسكري إلا أنها لم تغب عن المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية في شوارع ومدارس المحافظة وداخل وخارج جامعة المنصورة ، وشاركت في السلاسل البشرية والوقفات الاحتجاجية في حر الصيف وتحت أمطار الشتاء ، كما أبدعت في أساليبها الاحتجاجية للتعبير عن رفض الانقلاب العسكري وللتضامن مع الشهداء والمعتقلين ولدعم عودة الشرعية والرئيس المنتخب محمد مرسي.

 

خرجت الحركات النسائية بالدقهلية في فعاليات استخدمت فيها الماسكات المجسمة بشعار رابعة العدوية كما نظمت عروض فريزنج صامت لتمثيل مشاهد المجازر والانتهاكات بحق المرأة ، كما نظمت لأول مرة مجموعات أولتراس بنات بجامعة المنصورة، كما خرجت مظاهرات أخرى بالبالونات ، وأبدعت سيدات ونساء المنصورة بالخروج في تظاهرة تسويقية ونشر القضية بين رواد السوق وهن يحملن حقائب عليها شعار رابعة ، كما نظمت معارض فنية احتجاجية متحركة في الشوارع والجامعات.

 

وظهر وعي المرأة الريفية في قرية الشبول بالمنزلة حيث طردت نساء القرية الدكتورة مديحة حسين عضو المجلس القومى لحقوق المرأة بالدقهلية من مؤتمر نظمته لدعم الانقلاب العسكري تحت دعوى زائفة أنه إقامة قافلة طبية.

 

أمهات الشهداء .. صمود وتحدٍّ ونضال

 

أما عن أمهات الشهداء اللائي فقدن أبناءهن وبناتهن في عشرات المجازر التي ارتكبها الانقلابيون فحدث ولا حرج ، أكثر من 70 أم شهيد بمحافظة الدقهلية خرجن للتظاهر والاحتجاج مع أسرتها للنضال حتى اسقاط الانقلاب العسكري.

 

إن أحداث العام 2013م كشفت المعادن الأصيلة للمرأة "الدقهلاوية"، وأنها أكثر من مجرد شريك للرجل في نضالها وصمودها وتحملها أعباء وتبعات كفاحها في سبيل الله ونصرة هذا الوطن وقدمت روحها وحريتها فداء لذلك.

 

لقد غيرت المرأة من الصورة المشوهة التي يرسمها الغرب عن المرأة المصرية وضربت نساء الحركة الاسلامية أروع المثال في دور المرأة ووعيها السياسي ونضالها الميداني بصورة غير مسبوقة في التاريخ المصري المعاصر.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023