شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هوامش على العسكره .. هيثم صلاح

هوامش على العسكره .. هيثم صلاح
"حزب...
"حزب الله يهول و يضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عام: تخلي الدولة له عن دورها و قرارها السيادي في الأمن و السياسة الخارجية " آخر تغريدة لمحمد الشطح مستشار سعد الحريري بتاريخ 27 ديسمبر قبيل إغتياله بسيارة مفخخة في وسط لبنان ..

في مصر يعرض العسكر لوحة مدنية تحتوي على حكومة و سياسيين و لجنة دستور و إستفتاء عليه و تحقيقات في النيابة و محاكمات لمقبوض عليهم و قضايا ترفع و أحكام تصدر . مواد دستور تناقش و تعدل و رئاسة تصرح و رئيس يأمر و إعلام يناقش و داخلية تبطش . لوحة كبيرة لدولة متخيلة في مواجهة جمهور واسع يشاهد المسرحية فمنهم مصدق و منهم مستمتع و منهم من لا يصدق و أغلبهم لا يهتم و لكنه مجبر على الوجود داخل المسرح ! .لوحة مدنية و لكنها على هيكل من المدافع و الرصاصات و الدبابات و المدرعات و الجنود .. تمثل خلفية المسرح و لازمة لإخراج مسرحية العسكر كما يريدون . اللوحة خيال .. و الهيكل حقيقة … هو بناء مسرحية الإنقلاب و أساسها و لكن من يواجه هذه المسرحية في مصر و يسعى لإبطالها ما زال يخاطب عناصر اللوحة الخيالية و لا يريد أن يقترب من الهيكل أبدا !

أعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية و رفض الإنقلاب مقاطعته للإستفتاء على التعديلات الدستورية التي صنعتها لجنة العسكر . لا أدري الآن ما زاده على أن عرف الماء بالماء , أليس إنقلابا على الشرعية الدستورية المنتخبة و المستفتى عليها فكيف يتم التعامل مع أي إجراء " دستوري" يقوم به ؟ أليس البديهي هو ليس فقط مقاطعة الإستفتاء و إنما منعه أصلا بالتصعيد الثوري في الشارع , فما الجدوى من ذكر البديهي ؟ يأتي هذا في إطار الثورة الناعمة التي يقوم بها التحالف و ممثليه الإعلاميين من إنتقاد لقمع الشرطة و الإعتقالات و الأحكام القضائية و مناقشتها في وسائل الإعلام ؟ أي قضاء و أي أحكام ؟ أين بوصلتكم و ما هو تعريفكم لما يحدث في مصر الآن ؟

يعلن التحالف أنه مستعد لوقف المظاهرات في خلال أعياد " الأخوة المسيحيين " .. أيها السياسيون العظماء هل تظنون أنفسكم في خضم حملة إنتخابية تسعون فيها لكسب أصوات الأقباط ؟ ألا تتعلمون قط ؟ كم مرة في تاريخكم – و السؤال هنا لجماعة الإخوان المسلمين باعتبارها الجزء الرئيسي في التحالف -كررتم مواقف العلاقات العامة هذه و مع ذلك في أول فرصة . ملأت الكنيسة الميادين في 30 يونيو و دعمت الإنقلاب عليكم ؟ الحقيقة التي تهربون منها أن الصراع عسكري في جوهره و أن اللوحة قائمة فقط على هيكل عسكري لو سقط ستسقط كل هوامشه التي تتعاملون معها على طول الخط . الصراع عسكري ليس فقط في جوهره و إنما أيضا في أدواته و العسكر يذكروكم بهذا عندما بدأوا مسلسل الحرب على الإرهاب رغم أنهم أعلنوا موعدا للإستفتاء و لكنه أمرا هامشيا على الصراع الأساسي , هي حربهم و أنتم إرهابيون و أدواتها القتل و الأسر . إن مواقف التحالف سالفة الذكر التي تعبر عن عدم قدرة قيادته على تعريف الصراع بدقة تؤكد أن ثورتنا ما زالت تعاني أزمة القيادة التي منذ بدايتها و حتى الآن و أن حتى درس الإنقلاب العسكري القاسي لم يحل هذه الأزمة.

المشكلة بوضوح أن الثورة المضادة و الإستعمار لديهما جهازا عسكريا في مصر يحمي مصالحهما و يقتل من أجل هذه المصالح , بينما الثورة لا تمتلك مثل هذا الجهاز و بالتالي لا تخوض الصراع بأدواته و لذا فهي بعيدة عن النصر و ستظل بعيدة حتى تمتلك هذه الأدوات و تفعلها . لن يسقط الإنقلاب ما دامت القوات المسلحة متماسكة حول الإنقلابيين و هو ما يبدو حتى الآن بعيدا عن حرب المخابرات النفسية التي تمنينا بقرب النصر كل يوم . و بالتالي يجب أن نبحث عن الوسيلة التي تضرب هذا التماسك و هذا لا يتأتى إلا بعمل إستخبارات حقيقي بعيد عن الشائعات لمعرفة الحالة الحقيقية للمؤسسة العسكرية . كما يجب أن يشعر كل من يقتل أو يهتك الأعراض بأمر الإنقلابيين أن القتل لن يستمر في إتجاه واحد . إن من يمتلك السلاح يسعى دائما لفرض رأيه و خدمة من يسلحه و هذه القاعدة لا تنطبق على مصر فقط و هو غالبا لا يقتنع بمخاطبته ليتوقف و يحتاج إلى وسائل انكى لإقناعه .

إن المراقب لمواقع التواصل الإجتماعي يلاحظ تكون نخبة من شباب الثورة تدرك الأبعاد الحقيقية للصراع و أدواته بعيدا عن تخبط القيادة الحالية للتحالف . و هذه النخبة أصبح على عاتقها مسئولية تاريخية الآن تتمثل في تكوين قيادة جديدة للصراع تعمل على إسقاط الإنقلاب بما يسقطه فعلا و ليس باستمرار الشكوى في الإعلام و الشوارع من فظائعه . الأمر صعب بالتأكيد و يحتاج إلى مجهود ضخم و تخطيط دقيق و لكن تحديد الطريق إنجاز كبير و هو البداية الصحيحة بقى أن تتواصل هذه النخبة و تبدأ العمل . و نصيحة للتحالف إتركوا الحوار مع الهوامش قبل أن تجدوا أنفسكم وحيدين في الميدان .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023