الثورة تكتسب شرعيتها ليس من مطالبها فقط، بل من عوامل أخرى كثيرة، مثل
حجم المشاركة- الدماء التي تروي الثورة- تنوع الفئات المشاركة في الثورة- قدرتها على الصمود والاستمرار- قدرتها على كسر شرعية الانقلاب ..
الثورة ضد الانقلاب العسكري في مصر نجحت بدرجة كبيرة في تحقيق أغلب هذه العوامل، وهي تكتسب شرعية متزايدة في كل يوم، بينما تنتقص شرعية الانقلاب..
أهم نتائج اليوم- من منظور الشرعية- هو
– نجاح الثورة في كسر قوانين السلطة وإثبات عجزها عن احتواء الحراك الثوري بقانوني التظاهر أو الإرهاب..
– كذلك، تمكن الثوار من "كسر التهديد" الذي مارسته قيادات الانقلاب، وخاصة السيسي، الذي خرج متوعدا مهددا قبل يومين، و"كسر التهديد" مؤشر دقيق يكشف مستوى فقدان السيطرة..
– ارتفاع درجة "النضالية" في الأداء الثوري، ويقصد بها البدء في الرد على الاعتداءات وتحول الاشتباكات إلى نمط يومي.
– بدلا من أن يصبح التوسع في القتل وسيلة للضغط على الثوار، تحول إلى وسيلة للضغط على الانقلابيين أنفسهم، فمن الواضح أن قدرتهم القمعية تتراجع من حيث قوة النيران وكثافتها ومن حيث عدد الإصابات، وهذا لا يعني أنهم سيتوقفون أو أنهم لن يعاودوا، بل يعني أن المعادلة تتغير، وأن الخيارات تذوب بين يديهم..
– النتيجة الاستراتيجية الأبرز بعد أحداث اليوم، أن كثيرا من الخيارات التي يتداولها الانقلابيون لإيقاف الثورة، ستتحول إلى حبر على ورق، لأنها ستصطدم في النهاية بالكتلة الصخرية الثورية الصامدة في الميادين، التي لا توجد قوة قادرة حتى الآن على صرفها واحتوائها..
إدراكهم لهذه الحقيقة من خلال التطورات الأخيرة، ربما يدفع الأحداث بمعدلات متسارعة في الأيام القادمة..
– لابد أن يستعيد الحراك زمام المبادرة والتصعيد بسرعة، فالوقت ضيق، وإنجاز اليوم يكتسب قيمته من كونه يعقب أزمة، وقد يكون مستحسنا الإعلان عن بعض الأهداف الجزئية للفترة القادمة ليكتسب التصعيد زخمه..
– فيما يبدو أن خطة "التفجيرات" التي وضعها الانقلابيون قد فقدت زخمها، وأن مزيدا منها في الأيام القادمة لن يؤثر سلبا على الحراك الثوري إن شاء الله، بل ربما ساهمت في دعمه، لكن القاعدة تقول أن ما يفهمه الذكي في يوم، يدركه الغبي في شهر..
وقى الله مصر والمصريين مكرَ الانقلابيين وغباءهم..
ورحم الله شهداءنا، وألحقهم بالنبيين والصديقين، وأنزل السكينة والثبات والرضا على قلوب أهليهم وأحبائهم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الباحث السياسي