شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«فرنسا» تحارب مسلمي أفريقيا الوسطى وتسرق ثرواتهم

«فرنسا» تحارب مسلمي أفريقيا الوسطى وتسرق ثرواتهم
  زعمت فرنسا أن سبب تدخل قواتها في إفريقيا الوسطى مؤخرا...

 

زعمت فرنسا أن سبب تدخل قواتها في إفريقيا الوسطى مؤخرا لإرساء الأمن بالبلاد؛ كما صرح بذلك وزير الدفاع الفرنسي "جان ايف لودريان"، بالرغم من أن فرنسا إحدى الدول الاستعمارية التي لم تكتف باحتلال القارة الإفريقية فترة طويلة من الزمان بل مارست كافة أشكال التمييز العنصري بحق أهلها،  ونهب ثراوتها والحرص على إبقائها متخلفة.

 

 وزادت على ذلك بنشر الفتن والخلافات بين سكانها،  لتبقى الحرب الدائرة فيها بابا مفتوحا لتدخلها في أي وقت، حفاظا على مصالحها الاستراتيجية في بلاد تعتبرها إلى اليوم مستعمرات ومناطق نفوذ وثروات.

 

وتعد المصالح الاقتصادية هي المحرك الأول والرئيسس لتدخل فرنسا  في شئون  إفريقيا الوسطى، حيث شركات النفط والذهب والماس الأوربية هناك، وتقوم القوات الفرنسية بتجنيد ميليشيات مسيحية لمواجهة الثوار.

 

وتأسست حركات إسلامية في إفريقيا الوسطى لمواجهة الحملات الاستعمارية الأوربية والتي منها حركة "سيليكا" المسلمة، والتي تواجه حربًا مع القوات الفرنسية.

 

ولم يخرج التدخل الفرنسي في كل من مالي في بداية هذا العام وافريقيا الوسطى منذ أيام عن هذا الإطار، فقد صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في 14 يناير 2013 لتبرير الهجوم على مالي: لقد كانت المصالح الأساسية بالنسبة لنا ولأوروبا ولأفريقيا على المحك، لذلك كان علينا التحرك بسرعة.

 

وكما هو الشأن في تدخل فرنسا المنفرد بمالي،  بغطاء دولي أوربي وأمريكي وأممي، جاء التدخل في إفريقيا الوسطى مشابها،  فبعيد تبني مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي قرارا بالإجماع يمنح قوة إفريقية وأخرى فرنسية تفويضا بالتدخل تحت الفصل السابع،  بدعوى حماية المدنيين والتصدي للجماعات المسلحة في أفريقيا الوسطى, جاء خطاب هولاند مباشرة: لقد قررت التصرف حالا لحماية المدنيين وإعادة الأمن إلى البلاد، وعلى الفور تم نشر الجنود الفرنسيين في طول البلاد وعرضها، وخاصة في العاصمة بانغي، ليصل العدد إلى 1600 جندي فرنسي مؤخرا .

 

والمصالح الفرنسية في إفريقيا الوسطى التي دفعتها إلى التدخل عسكريا يمكن إجمالها بعدة نقاط:

1-    حماية مصالح الشركات الفرنسية العاملة هناك، وخاصة مجموعة (أريفا) الفرنسية والتي تعمل في مجال الطاقة النووية, من خلال استخراج اليورانيوم في منطقة باكوما, خاصة إذا علمنا أن فرنسا تعتمد في تلبية نحو 75% من احتياجاتها من الكهرباء على الطاقة النووية هذه.

 

2-    مواجهة النفوذ الاقتصادي الصيني وغيره المتصاعد هناك، حيث أشارت بعض التقارير إلى أن مجموعة شركات (أريفا) الفرنسية ظلت على مدى قرون أربعة ماضية تهيمن على حقوق استغلال اليورانيوم في النيجر، إلى أن قامت حكومة النيجر مؤخرا بمنح تراخيص للتنقيب لشركات هندية وصينية وأميركية وكندية وأسترالية.

 

3-    الخوف من تداعيات الصراع على دول الجوار التي لفرنسا فيها مصالح استراتيجية أيضا وخاصة في تشاد والكاميرون.

 

4-    عين فرنسا على مناجم الألماس والثروات الطبيعية الهائلة في إفريقيا الوسطى, فهي تعد مركزا تجاريا عالميا للألماس, وتمثل صادرات الألماس نحو 60% من الدخل القومي لهذا البلد .

 

هذا عن البعد الاقتصادي والمصالح الاستراتيجية التي تعتبر المحرك الأقوى والأهم لفرنسا في افريقيا، أما عن البعد الديني فإنه وإن كان أشد وضوحا في مالي عنه في إفريقيا الوسطى، حيث وصل المجاهدون هناك إلى أبواب العاصمة باماكو, في سبيل إقامة دولة إسلامية في بلد أكثر من 90% من سكانه مسلمون من أهل السنة والجماعة، مما أثار فزع وخوف فرنسا الاستعمارية، إلا أن ذلك لا يعني إلغاء هذا البعد أو تجاهله، وإن كان عدد المسلمين بافريقيا الوسطى 20% تقريبا .

 

فقد وقعت أعمال عنف صريحة وواضحة ضد المسلمين في إفريقيا الوسطى من قبل جماعات مسيحية متطرفة، حيث ذكرت مواقع إخبارية إفريقية وبريطانية أن مجموعة من المسيحيين قتلوا 12 مسلما على الأقل، بينهم امرأة حامل و10 أطفال فى جمهورية أفريقيا الوسطى،  كما قامت مليشيات الدفاع الذاتي المسيحية المعروفة باسم (مناهضو السواطير) والتي تضم أفرادا تابعين للرئيس المخلوع (فرانسو بوزيزيه) بأعمال عنف مروعة بحق المسلمين هناك، والتي راح ضحيتها حوالي 300 حسبما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الجمعة الماضي .

 

ولا شك أن التدخل الفرنسي في إفريقيا الوسطى لن يكون لحماية المسلمين من هذه المليشيات المسيحية، بل لحماية المسيحيين من أعمال الدفاع عن النفس التي قد يقوم بها المسلمون ضد اعتداءات النصارى.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023