شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حينما ينعدم شرف الخصومة؟

حينما ينعدم شرف الخصومة؟
 

قد يستغرب البعض من العنوان، ويقول وهل للخصومة شرف؟ نعم للخصومة شرف عند أهل الشرف، والتاريخ مليء بالأعداء الشرفاء، وشرف الخصومة من ثوابت الأخلاق وعلو الهمم عند العرب في الجاهلية والإسلام.

 وهناك أمثلة لا حصر لها في تاريخ العرب والمسلمين تظهر الفوارق بين شرف الخصومة وانعدامه عند البعض، من شرف الخصومة احترام العهود والمواثيق وعدم الغلو في العداء وترك مجال دائما للصلح أو المراجعة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم رغم عداوته للمشركين إلا أنه حينما وقع معهم صلح الحديبية التزم بكل ما فيه رغم الشروط المجحفة بحق المسلمين حتى نقضه المشركون بعد ذلك.

 

ومن شرف الخصومة ان تسبق الرسل الحروب وهذا ما كان يفعله الرسول صلى عليه وسلم ومن شرف الخصومة في القتال عدم التمثيل بالجثث وعدم قتل النساء أو الأطفال أو كبار السن غير المحاربين، ومن شرف الخصومة أن تعطي لقائد العدو قدره حتى لو انتصرت عليه وقتلته وهذا ما فعله محمد الفاتح بعدما فتح القسطنطينية حيث أمر بجنازة لقائد البيزنطيين بعد مقتله.

 ووضع قواعد حافظ بها للنصارى على كنائسهم وأديرتهم ولما وجد ان كل كنيسة لها سبعة رعاة أمر ألا تحول أي كنيسة الى مسجد إلا اذا أسلم أربعة من رعاتها السبعة، وقد دخلت اقدم الكنائس في اسطنبول ووجدت على جدرانها صورة من الوثيقة التي بها عهد للنصارى من محمد الفاتح يعتزون بها ويعلقونها على الجدران، هذه بعض الشواهد لشرف الخصومة عند اهل الشرف.

 أما الذين لا شرف لهم فإنهم يكونون ألد الخصام في الخصومة يلفقون التهم ويروجون الأكاذيب ولا يلتزمون بخلق ولا يفون بعهد، وأقرب مثال على انعدام شرف الخصومة هو ما نشاهده في مصر الآن من سلوكيات للانقلابيين ضد الرئيس مرسي وحكومته والمعارضين للانقلاب من عموم الشعب وأول شكل من أشكال انعدام الشرف في الخصومة استخدامهم جيش مصر الذي مهمته حماية الشعب في قتل المدنيين العزل من الشعب لمجرد أنهم خرجوا مسالمين يعلنون رفضهم للانقلاب.

ثم اعتقال الآلاف منهم وتوجيه الاتهامات الباطلة لهم، فكل يوم نجد اتهامات جديدة وقضايا ملفقة للرئيس مرسي آخرها التجسس لصالح حركة «حماس» والهروب من سجن وادي النطرون، أما رئيس الحكومة هشام قنديل فلم يجدوا شيئا يلفقونه فأصدروا حكما ضده بالسجن لمدة عام بتهمة عدم تنفيذ حكم قضائي لصالح أحد المواطنين.

 كما أن فضيحة التهم التي توجه كل يوم الى الآلاف المؤلفة من المعتقلين السياسيين والتي تصل الى حد الحكم بسبعة عشر عاما على طلاب جامعيين لمجرد أنهم تظاهروا أمام مشيخة الازهر، أو الحكم على فتيات ونساء بالسجن أحد عشر عاما لأنهن تظاهرن صباحا أو نساء وفتيات بالسجن ثلاث سنوات لمجرد أنهن كن يحملن شعار رابعة العدوية في سيارتهن أو إيداع طالب في المرحلة الاعدادية عمره لا يتجاوز أربعة عشر عاما دارا للأحداث لمجرد أنه ضبط في المدرسة وهو يحمل مسطرة عليها شعار رابعة.

والشواهد لا حصر لها ولا نهاية على انعدام الشرف في الخصومة لدى الانقلابيين في مصر وهو ما يعني أنه لا مجال للتصالح معهم ولا مجال للشعب للتراجع عن مواجهتهم لأنه لا شرف لهم ومن لا شرف له لا عهد له ولا صلح معه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023