لست أشك في حسن نية رجل القضاء العسكري الذي انبرى للدفاع عن نص الدستور الجديد،
الذي حدث مع الدستور يبدو هينا ومتواضعا مع ما جرى في مجالات شتى، حين انبرى آخرون للدفاع عن أمور أخرى فتشنجوا وزايدوا وأساءوا بأكثر مما أحسنوا.
إن منع برنامج باسم يوسف الذي كان من أشد خصوم نظام الدكتور محمد مرسي وشخصه كان من الإساءات الكبيرة للنظام الحالي، وإن ظن الذين قرروا المنع أنهم بذلك يحمون النظام ويؤمنونه، بل إن ذلك القرار كان في صالح النظام السابق الذي ظل باسم ينتقده طوال عام كامل وقدم في السخرية منه أكثر من 30 حلقة في حين لم يتحمل منه النظام الجديد حلقة واحدة، وهو ما دفعه إلى القول في حواره التليفزيوني الأخير إن استمرار برنامجه طوال عهد الدكتور مرسي وسام على صدر نظامه.
يطول بنا الحديث ولا تحصى وقائعه وشواهده إذا ما تطرقنا إلى الإجراءات القمعية التي تتم باسم حماية النظام والدفاع عنه.
وإذا كان ذلك حظ الذين أيدوا الانقلاب فلك أن تتصور ما أصاب معارضيه من قمع وتنكيل، وصل إلى حد احتجاز تلميذ في مدرسة لأن مدرسه ضبط معه مسطرة عليها شعار رابعة،
لم أتحدث عما جرى في فض الاعتصامات ولا عن ألوف المعتقلين الذين ضاقت بهم السجون، الأمر الذي استدعى الإسراع بإنشاء سجون جديدة، لكنني أزعم أن الكثير مما جرى في مثل هذه الملفات أساء إلى النظام بأكثر مما حماه وأمنه.
لقد أثبتت خبرة الأسابيع الأخيرة أن أكثر من أساء إلى النظام في مصر هم الذين تشنجوا في الدفاع عنه وزايدوا عليه، ففضوا كثيرين من مؤيديه ووسعوا من نطاق معارضيه.