ليس ذلك مفاجئا تماما؛ لأن الروائح فاحت والقرائن تلاحقت خلال الأسابيع الماضية موحية أن السكرة لن تستمر طويلا، وان أوان الفكرة في الطريق.
بالتوازي مع ذلك تناهت إلى أسماعنا أصوات بعض المثقفين وعناصر النخبة الذين أبدوا تحفظاتهم على بعض الممارسات التي تجرى، حين لاحظوا أن المسيرة تنزلق في اتجاهات تتعارض مع قيم وروح ثورة 25 يناير،
ذكرى أحداث شارع محمد محمود التي حلت في 19 نوفمبر كانت علامة دالة في هذا الاتجاه؛
إذا صح ذلك التحليل فهو يعكس أننا على أبواب طور جديد فس مسيرة الجماعة الوطنية المصرية، سمته الإفاقة وعودة الوعى،
* انه يشكل وفاء لقيم وأهداف ثورة 25 يناير التي عزز الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.
* انه يرفض حكم الإخوان، ولا يرى سبيلا لاستعادة تلك التجربة بمختلف تجلياتها.
* إنه يرفض عسكرة الدولة المصرية، ويعارض إقحام الجيش في السياسة، أو إضفاء ميزات استثنائية للقوات المسلحة، مع الحفاظ على الاحترام لها شأنها في ذلك شأن بقية مؤسسات الدولة الوطنية.
* تبنى موقف المفاصلة مع الفاشية الجديدة التي أصبحت تطل برأسها بين القوى المدنية، وعبرت عنها في الآونة الأخيرة أصوات بعض المثقفين والإعلاميين الذين أبدوا استعدادا مدهشا للتضحية بأهداف الثورة وحق الوطن مقابل الخلاص من حكم الإخوان.
* محاكمة المسؤولين عن كل الجرائم التي ارتكبت بحق الثوار والمجتمع، سواء في أثناء الثورة أم في ظل حكم المجلس العسكري أم حكم الإخوان أم حكم النظام القائم منذ الثالث من يوليو.
* إعادة هيكلة وزارة الداخلية بصورة شاملة، تطهرها من أدران الاستبداد والقمع الذي ما يزال يعشش في جنباتها التي يدفع المجتمع ثمناً باهظاً لها كل حين.
* استعادة مصر دورها القيادي القائم على الاستقلال الوطني في القرار والتحالفات الإقليمية والدولية، والمنطلق من ديمقراطية حقيقية تعبر عن إرادة الشعب دون تزوير أو تدليس.