اليوم الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود! أتوقع أحداث عنف لا تأتى من جانب الإخوان كما يزعم إعلام الانقلاب بل من الثوار المتطرفين، وهؤلاء جاءوا إلى نقابة الصحفيين أول أمس، وقاموا بتخريب الندوة التى عقدت بهذه المناسبة، ذكّرونى بأنصار الفريق أحمد شفيق الذين قاموا بتخريب لقاء كان يتحدث عن تقييم إنجازات شفيق كوزير للطيران.
وصدق أولا تصدق؛ الهتافات التى ترددت فى الندوات التى تم تخريبها واحدة مع أنه لا شىء يجمع أنصار الفريق والثوار المتطرفين سوى العداء لشخصى!!
وأبدأ بندوة "شفيق" التى كانت فى مايو سنة 2012 والمعركة الانتخابية الرئاسية على أشدها، وكنا قد اتفقنا فى نقابة الصحفيين على عدم استضافة أحد من المرشحين للرئاسة حفاظا على حيادنا، ولكننى حصلت بصعوبة على موافقة النقابة بغرض إقامة ندوة تقوم بتقييم الفريق أحمد شفيق كوزير للطيران، وحرصت أن تكون موضوعية.
قمت بتوجيه الدعوة إلى بعض من عملوا معه، وآخرون كانوا مختلفين مع سياسته، وقبل أن تبدأ الندوة بدقائق فوجئت بعشرات الأشخاص يقتحمون القاعة وبعضهم يرفع صورة الفريق شفيق، وأصروا إصرارا غريبا على أن أترك إدارة اللقاء، بل أغادر القاعة كلها على أساس أن تلك الندوة ستصب لصالح الإخوان ومرشحهم الدكتور محمد مرسى! وترددت هتافات مثل "انزل يا إخوانى"!! أى يطلبون أن أغادر المنصة، وهتاف "عبد الناصر قالها زمان الإخوان مالهومش أمان"!! وطبعا "باظت الندوة".
وبعد سنة من المهزلة الأولى تكرر المشهد نفسه يوم 17 نوفمبر سنة 2013 والمتهمون هذه المرة الثوار المتطرفون! وكان بعض المناضلين أصدقائى قد اتفقوا معى على الاحتفال بذكرى أحداث محمد محمود فى نقابة الصحفيين، وحصلت بصعوبة على هذا اللقاء، وقال لى نقيب الصحفيين ضياء رشوان: بصراحة "أنا خايف من الندوة دى قوى"، قلت له: على مسئوليتى. وفور بدء اللقاء فوجئنا بمجموعة تدعى أنهم من ثوار محمد محمود يهتفون ضد شخصى وتكررت الهتافات ذاتها التى ترددت من أنصار الفريق شفيق: "انزل يا إخوانى.. "عبد الناصر قالها زمان الإخوان مالهومش أمان" وباظت الندوة بالطبع!
لكن الدهشة أصابتنى وتعجبت جدا وأنا أتساءل: ما الذى جمع أنصار الفريق الذى ينتمى إلى العهد البائد مع ثوار محمد محمود؟!