دعوة الانقلاب العسكري الشعب للاحتفال بتأبين شهداء محمد محمود، أثارة سخرية "العدو و الحبيب"،.. الجيش الذي كان يسيطر على المشهد السياسي آنذاك بذراعه المجلس العسكري، يطالب "المواطنين الشرفاء" بالنزول لميدان التحرير وشارع محمد محمود، هكذا أعلن في صحيفة الوفد.
حقاً لقد فاق الواقع الخيال بمراحل وأصبح القاتل يدعو إلى الوفاء لأهل القتيل ويمشي يتبختر في جنازته، ولم يبق إلا أن نرى الجيش يرفع شعار رابعة، بل وربما يؤدي التحية العسكرية للشهداء بعدها يخرج المطرب حمادة هلال للتأكيد على أن "شهداء رابعة ماتوا في رابعة".!
ماتوا لوحدهم !
حركة شباب 6 إبريل، لم تمنع نفسها من السخرية بقولها: "بعد تفكير في موضوع دعوة الجيش للاحتفال وتأبين شهداء محمد محمود (هم تفجروا ذاتيًا؟! ماتوا لوحدهم الشهدا دول؟! ) أدركت إنهم على حق.. إحنا لازم ننزل يومها ونشكر مجلسنا العسكري وداخليتنا العظماء إنهم ماقتلوناش".
وتابعت الحركة في تدوينة عبر صفحتها على "فيس بوك"، اليوم الثلاثاء: "كل سعيدى الحظ الذين لم يطلهم الرصاص والخرطوش في المرات اللي فاتت ينزلوا يشكروهم إنهم تكرموا وسابوهم عايشين..!".
فيما نظم طلاب جامعة القاهرة ،أمس الاثنين، معرض للتوعية السياسية باسم "جدع ياباشا "، تضمن المعرض صور للشهداء والمصابين بأحداث محمد محمود.
وانتقد الطلاب أحكام البراءة التي نالها المجرمين من الضباط قتلة الشهداء والأوسمة التي نالها المشير وعصابته من مرتكبي مجزرة محمد محمود.
فيلم "العسكر"
فيما يرى مركز الدراسات الاشتراكية أن أفضل رد على دعوة الانقلاب هو ندوة دعا إليها في السادسة مساء غد الأربعاء بمقره في الجيزة، ليكشف فيها دور المجلس العسكري والداخلية منذ الثورة وحتى الآن في المشهد السياسي.
ومن المقرر أن يعرض خلال الندوة فيلم "العسكر" .. الذي يدور حول المجلس العسكري وقيادته للثورة المضادة .. وتصفية الثوار في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء.
وعلى رأس الذين دعاهم المركز لحضور الندوة د.أحمد حرارة، أحد مصابي الثورة وأحداث محمد محمود، ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﻮح، رئيس ﺟﻤﻌﯿﺔ أﻃﺒﺎء اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ وﻃﺒﯿﺐ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﯿﺪاﻧﻲ أﺛﻨﺎء اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮد،علا شهبة، عضو مؤسس في جبهة "ثوار" وعضو مؤسس في حملة "عسكر كاذبون" وهيثم محمدين، قيادي بحركة الاشتراكيين الثوريين.
الضرب في المليان:
وعلى منوال الحروب الاستباقية أطلق الانقلاب ذراعه الإعلامية للحشد قبل حلول الموعد، فظهر الإعلامي أحمد موسى على قناة التحرير، مطالباً الشعب الذي فوض السيسي بالنزول إلى ميدان التحرير يوم 19 نوفمبر، وذلك بهدف حماية مصر من إرهاب مؤيدي الشرعية.
ومثل الذي على رأسه بطحة أكد موسى أن الإخوان ومليشياتهم هم من قتلوا المواطنين في أحداث "محمد محمود" الأولى والثانية، ولا يمكن اتهام الجيش بذلك، مشيرا إلى أنه سيأتي اليوم الذي سيعلن فيه "القضاء الشامخ" عن تفاصيل قتل الشهداء في محمد محمود.
وليس غريباً أن يهدد الكاتب الصحفي مصطفى بكري، مؤيدو الشرعية إذا قرروا نزول ميدان التحرير، لإحياء ذكرى محمد محمود، وقال بكري، إن" الشرطة والجيش لن تسمح للإخوان، وأقول لهم من الآن الضرب هيبقي في المليان".