شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الإخوان جماعة غير قابلة للحل ـ وليد شرابي

الإخوان جماعة غير قابلة للحل ـ وليد شرابي
الإخوان المسلمون جماعة غير قابلة للحل، ومن يظن غير ذلك عليه أن يقرأ فى تاريخ هذه الجماعة وسوف يصل إلى هذه...

الإخوان المسلمون جماعة غير قابلة للحل، ومن يظن غير ذلك عليه أن يقرأ فى تاريخ هذه الجماعة وسوف يصل إلى هذه الحقيقة. فمن الملك فاروق إلى جمال عبد الناصر إلى أنور السادات إلى حسنى مبارك، مر الإخوان بمحن عديدة وفى كل مرة يوصمون بالإرهاب وتعتقل كوادرهم وتصادر أموالهم وتغلق مقراتهم، وكثيرا ما تباشر معهم السلطة الإرهاب باغتيال أخيارهم، ودائما ما يخرج الإخوان من كل بلاء أقوى مما كانوا عليه قبله، فهذه هى سنة الله معهم، فبعد الحزن يأتى الفرح، وبعد العسر يأتى اليسر، وبعد المحنة تأتى المنحة.

ولا أدل على ما أقول من واقعة اغتيال مؤسس الجماعة الشهيد حسن البنا عام 1949، وحينها كان كل من عُرف بانتمائه إلى الإخوان المسلمين داخل السجون يلقون أشد أنواع العذاب والتنكيل، وظن الغافلون أنها نهاية الإخوان حتى أن جنازة الشهيد حسن البنا لم يحملها إلا النساء وحضرها من الرجال والده ومكرم باشا عبيد (الصديق المسيحى الخلوق المقرب للشهيد حسن البنا) فما هو حال الإخوان بعد مرور كل هذه السنوات وبعد كل هذا الاضطهاد، سواء فى عصر الملك فاروق أو ما تلاه من عصور؟ أصبح من الإخوان أول رئيس مدنى منتخب، ومنحهم شعب مصر ثقته فنالوا أغلبية برلمانية فى مجلسى الشعب والشورى، ووصلت دعوة الإخوان المسلمين إلى أغلب بقاع الأرض.

ولكن ما سر هذا النجاح والتماسك بالرغم من شدة المصاعب والعوائق؟ أرى أن هذا النجاح يكمن فى صدق اللجوء إلى الله، والذى لا يمكن بقرار أو حُكم أن يمنعهم عنه، بالإضافة إلى تحابهم فى الله، تلك العلاقة التى لا يمكن لحُكم أو قرار أن يتدخل فيها أو أن ينتزعها من قلوبهم، فضلا عن أن الإرادة والعزيمة التى يتحلون بها تفوق فى قوتها الآثار المترتبة على أى قرار أو حكم بحل جماعتهم، فكيف لحكم أو قرار أن يجتث ثمارا من عمل المخلصين ودعاء المظلومين وسعى المرابطين وآلام المعذبين ودماء المجاهدين.

أما عن محنتهم الأخيرة فهى سنة الله معهم، وهى عارض ممطرهم، ليصطفى الله الشهداء منهم، وليصرف الخبث عنهم، وسيخرجون منها أفضل مما كانوا بكثير.

أما عن ضيقى الأفق الذين ظنوا أنه يمكن حل جماعة الإخوان المسلمين بأية وسيلة، فأرجو أن يتخيلوا معى أن شخصا قد مات فى منتصف القرن الماضى بعد أن عاصر قرار الملك فاروق عام 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين، ومصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائها، ثم بُعث هذا الرجل مرة أخرى عام 2013 ليجد أن حكما أو قرارا قد صدر مجددا بحل جماعة الإخوان المسلمين، ومصادرة أموالها، واعتقال معظم أعضائها!!! ماذا سيفعل هذا الرجل؟ أنا أظن أنه سيموت مرة أخرى ولكن من شدة الضحك على غباء الحمقى. لذلك أرجو من الجميع أن يدرك خمس كلمات فقط (الإخوان جماعة ليس لها حل).

_____________________

رئيس محكمة بشمال القاهرة والمتحدث باسم "قضاة من أجل مصر"
 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023