تسعة أعوام مضت على وفاة الزعيم الفلسطينى الراحل ياسرعرفات الذى شكل مقتله لغزا حير العالم, حتى توصلت شبكة الجزيرة في ذكراه التاسعة إلى تقارير طبية تثبت مقتله بجرعات زائدة من البلونيوم المشع بعد تحقيق استقصائي فتحته في نوفمبر2011 استمر لمدة عامين.
فبعد عامين من التحقيق المتواصل لكشف لغز وفاة أبو عمار توصل التقرير الذى أعده علماء سوسريون من المركز الطبي بجامعة فودوا بمدينة لوزان السويسرية بناء على طلب شبكة الجزيرة الى إنهم عثروا على مقادير تصل إلى 18 ضعف المعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع في عينات من رفات عرفات التي استخرجت في نوفمبر من العام الماضي بالتفاهم مع السلطة الفلسطينية.
التقريرالذى أعده العلماء السويسريون, يوضح احتمالية تعرض الزعيم الراحل للإغتيال, على الرغم من قول لجنة خبراء الإشعاع التي حللت الرفات إن التحاليل العلمية التى أجرتها لا تتيح البت في ما إذا كان هذا البولونيوم هو سبب وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل.
تدمير العينات
وأرجع الخبراء في مؤتمرصحفي الخميس الماضى في مدينة لوزان السويسرية عدم جزمهم بإن الرئيس الراحل مات من أثارمادة البولونيوم الى طول المدة التى مرت بين وفاته وتحليل رفاته, مما جعل من الصعب التوصل إلى استنتاج واضح.
كذلك أكد الخبراء في ذات المؤتمر أنهم لو حصلوا على عينات من دم وبول وسائل العمود الفقري التي حصل عليها الفرنسيون من عرفات خلال فترة علاجه بباريس، كانوا سيصلون إلى نتائج قطعية بشأن تسممه, حسبما ذكرمراسل الجزيرة في لوزان السويسرية.
ولم يخضع عرفات بعد وفاته في فرنسا للتشريح أو يتحدد سبب وفاته أو يكشف عن سجله الطبي.
وكانت العينات التى أخذت من عرفات وقت وفاته في المستشفى الفرنسي الذى كان يقبع فيه الرئيس الراحل في نوفمبر 2004 قد دمرت, مما يضع فرنسا في حرج لأن عرفات مات على أرضها من دون أن يخضع بعد وفاته للتشريح في فرنسا أو يتحدد سبب وفاته أو يكشف عن سجله الطبي
روسيا وفرنسا يقعون في الحرج
كذلك التحقيق الفرنسي في واقعة الاغتيال كان بناء على دعوى قضائية رفعتها زوجة الرئيس الراحل سهى عرفات ضد مجهول أمام القضاء الفرنسي , بناء على التقرير الذى نشرته الجزيرة العام الماضى لإحتمالية موت عرفات مسموما بمادة البولونيوم المشع و الذى اعده العلماء السويسريون للمرة الاولى .
وبعد الدعوى القضائية حصلت فرنسا على عينات مشابهة لتلك التي فحصها العلماء السويسريون تقوم بفحصها ايضا , دون أن يعرف متى يفرجون عن النتائج.
كذلك روسيا تقع في نفس الحرج , حيث ارسلت اليها السلطة الفلسطينية عينات من رفات الرئيس الراحل لتحليلها, أعد خبراؤها تقريرا عن فحصهم لعينات من الرفات وأعلن أحدهم عدم العثور على بولونيوم فيه.
لكن هيئة الطب الشرعي الروسية تنصلت من ذلك التصريح، وقالت إنها سلمت تقريرها إلى وزارة الخارجية الروسية, في حين التقريرالروسي كشف ايضا تعرض عرفات لمادة البولونيوم بنسب كبيرة , حسبما ذكرت اللجنة الفلسطينية أمس الخميس في مؤتمر لها بمدينة رام الله .
يذكر أن البولونيوم مادة مشعة موجودة في الطبيعة، لكن التقرير المكون من 108 صفحة أشار إلى أن الكميات الزائدة منها تشبه تلك التي يتم إنتاجها في مفاعل نووي.
مرض غامض
وكان الزعيم الفلسطيني قد أصيب بمرض غامض يوم 12 أكتوبر 2004 أثناء حصار مقره في رام الله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على خلفية أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية .
وظهرت حينها على الرئيس الراحل أعراض غثيان يصحبه قيء وآلام بطن شخّصها طبييه حينها بإنفلونزا أصيب بها قبل مدة, لكن حالة عرفات استمرت بالتدهور ولم ينجح في إيقافه أطباء مصريون وتونسيون، مما استدعى نقله يوم 29 أكتوبر إلى مستشفى بيرسي العسكري في باريس.
حينها أخفق الأطباء الفرنسيون في تشخيص حالته، فدخل في غيبوبة ما لبث أن توفي بعدها يوم 11 نوفمبر من العام نفسه عن 75 عاما.
يذكر أن العينات التى حصل عليها العلماء السويسريون تشمل فحوصات مفصلة لسجلات عرفات الطبية واستخرجوا عينات من رفاته وأدوات استخدمها في مستشفى كان يعالج بها في باريس قبل وفاته و تضمنت العينات أجزاء من عظام عرفات وعينات من التربة المحيطة برفاته.
خلال التسع سنوات الماضية رواد العالم العربي شكوكا حول ماذا كان عرفت قتل أم لا ؟ لكن بعد تقرير الجزيرة تأكدت الشكوك حول مقتل الزعيم مسموما,السلطة الفلسطينة و حركة حماس لاول مرة يتفقوا بعد الانقسام حول تحميلهم الاحتلال مسئولية مقتل عرفات, حسبما ذكرت تقارير صحفية.
لكن يبقى السؤال من ساعد الصهاينة في تسميم عرفات من شاركهم في جريمتهم؟ من رافق عرفات في الفترة الاخيرة ؟,اسئلة جديدة تطرحها المرحلة قد تكشف عنها الايام القادمة.