هل باتت تلك عقيدة جديدة ابتدعها قادة الانقلاب؟.. صور مختلفة ومتعددة لضباط جيش يلتقطونها مع معتقلين تم «تغمية» عيونهم، وتظهر عليهم آثار تعذيب.. وإن لم تكن كذلك.. فما هو موقف قيادات القوات المسلحة من تلك المشاهد التي تتزايد باستمرار؟
فقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً، لضباط التقطوها مع معتقلين أو من المقبوض عليهم في سيناء، تعلو فيها ابتسامة الضباط في الوقت الذي تظهر فيه آثار تعذيب على المعتقلين الذين تم وضع غمامات على أعينهم في مشهد اعتبره كثيرون لا يمثل إهانة فقط لهؤلاء المعتقلين، بل قلل من شأن المؤسسة العسكرية التي تمثل لدى المصريين سواء من مؤيدي أو رافضي الانقلاب مكانة خاصة.
وما يثير التساؤلات حول مدى رضا المؤسسة العسكرية عن هذه التصرفات، هو التناقض الشديد بين هذه المشاهد وموقف مماثل حدث قبل عامين، حينما تم تقديم ضباط بالجيش للتحقيق والمحاكمة على خلفية فيديو تداوله نشطاء عن تعذيبهم لمطلوبين تم القبض عليهم بتهمة الاتجار في السلاح
هذا الصمت من قبل المؤسسة العسكرية، والذي لا يتفق مع ردود أفعالها بعد الثورة على مواقف متشابهة، دعا البعض إلى الحديث عن وجود ثمة توجه لبث هذه الصور ونشرها، كنوع من إذلال رافضي الانقلاب واستفزازهم، واعتبارها بمثابة رسالة تخويف وتهديد للتوقف عن التظاهر، وذلك في ظل عدم قدرة سلطات الانقلاب على تحجيم هذه المظاهرات والتي من المتوقع أن تشهد زخماً واسعاً خاصة بعد انتهاء حالة الطوارئ وحظر التجوال.
ولعل أبرز تساؤل في هذا الأمر، ما يتعلق بموقف الحقوقيين ومن ملئوا الدنيا ضجيجاً من قبل على انتهاكات الجيش والشرطة، والذين يقفون صامتين الآن أمام تلك المشاهد، ولا يحركون ساكناً، فأين هم الآن؟… لعل المانع خيراً!