بعد مرور عام من خلع الرئيس مبارك، واجه اللواء محمد فريد التهامي-رئيس هيئة الرقابة الإدارية والرجل المسئول عن اقتلاع الفساد الحكومي وابل من الاتهامات تتمثل في أنه تعمد التستر في سنوات علي المحسوبية والمعاملات الشخصية.
الرئيس محمد مرسي أقال رئيس هيئة الرقابة الإدارية محمد فريد التهامي وفتحت النيابة العامة تحقيق معه، وأخباره ملئت الجرائد وبدا أن حياته المهنية انتهت بفضيحة.
لكن الأن اللواء عاد وأصبح أقوي من ذي قبل حيث أن صديقه وربيبه الفريق عبد الفتاح السيسي الذي أطاح بالرئيس مرسي منذ 4 أشهر عينه في أول حركة تنقلات رئيسًا للمخابرات الحربية والذي يعد واحد من أرفع المناصب في مصر.
دبلوماسيون غربيون ومصريين مقربون من الحكومة قالوا أن الفريق التهامي برز كاحد القادة الداعيين للحملة المميتة علي أنصار الرئيس محمد مرسي في جماعة الإخوان المسلمين في محاولة لنزع الحركة من الساحة بالقوة. وتم إخفاء أي اثار لاتهامات الفساد التي تم توجيهها له من بعض جهات التحقيق".
."ماذا حدث لادعاءات النيابة العامة من أدلة علي ارتكابه للفساد وعرقلة سير العدالة " هكذا تساءل حسام بهجت واحد من المصريين القلائل المدافعين عن حقوق الإنسان في مصر ولديه استعداد لتوجيه انتقادات على الملأ للفريق التهامي".
وتساءل بهجت:- لماذا تم الإطاحة به في فضيحة مذلة؟ لماذا تم إعادته من التقاعد في صباح اليوم التالي لتولي القوات المسلحة المهمة؟ لا يوجد مناقشة علنية لهذه الأسئلة الخطيرة .
الجنرال تهامي رفض اللقاء والإجابة عن الأسئلة المطروحة حول هذا المقال ولم تقيم أي محكمة إلي الأن الإدعاءات الموجهة ضده ، كذلك رفض المقدم معتصم فتحي ضابط شرطة- ووهو من وجه الاتهام للتهامي إجراء لقاء معهم. وفي ظهور تلفزويني له الخريف الماضي اعترف انه هو من ترك العمل بشكل مؤقت لدي اللواء تهامي في هيئة الرقابة الإدارية وهي الهيئة الرئيسية لمكافحة الفساد ، وأنه كان مستاء أكثر من ان يتم نقله بطريقة عقابية.
كن منتقدي التهامي صرحو بأنه رجل مبارك الأول الذي أختاره بعناية فهو الراعي لمنظومة الفساد والإفلات من العقاب التي كانت المظلمة الأساسية لثورة الخامس والعشرين من يناير وعودته في هذا التوقيت في صمت وبهذه السرعة تشير إلي عودة النظام السابق مرة أخرى بعد استيلاء الجيش على السلطة.
وتسائل يزيد صايغ الباحث في مركز كارناجي لدراسات الشرق الأوسط في بيروت بلبنان والذي كتب عن هيئة الرقابة الإدارية : لماذا تم جلب هذا الشخص الذي تخطي سن التقاعد رغم وجود كل الأشخاص المؤهلين في مصر في ظروف غامضة وبصورة عاجلة ؟"
مسؤلون غربيون ممن ألتقوا الجنرال تهامي وقادة الحكومة التي يقودها الجيش قالوا اعتبر نفسه من الداعين الأكثر تأثيرًا للحملة الأمنية.
وضاف أنه كان من الشخصيات الأكثر تشددًا والتي يصعب اعادة اصلاحها علي الإطلاق" هذا بحسب ما ذكر أحد الدبلوماسين الغربيين الذي اشطرت عدم ذكر ه
الفريق السيسي ومن حوله من وزراء مدنيين تعهده مبدئيًا بمحاولة ان تشملل العملية الديمقراطية انصار الرئيس محمد مرسي. ولأكثر من شهر بدي الفريق السيسي ينظر في أطروحات محمد البرادعي –نائب الرئيس الأسبق وبعض الذين دعوا لضبط النفس في اتجاه المصالحة مع الإسلاميين الذين اعتصم عشرات الآلاف منهم في ميادين الاحتجاج اعتراضًا علي الاستيلاء علي السلطة.
لكن في غضون أيام من تولي الفريق التهامي المسئولية والذي زعم انه ضد إدراج جماعة الإخوان المسلمين الجماعة الإسلامية التي حازت على اعلى نسبة تصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية .واعتبار "أعضائها إرهابيين ويجب استبعادهم وسحق حركتهم " هكذا قال التهامي وفقًا للمسئولين الغربيين الذين ألتقي بهم والمسؤلون في الحكومة الجديدة
وأعلن الجنرال تهامي في منتصف أغسطس: اقتحام قوات أمنية لاعتصام الإسلامين وقتلت ما يقرب من 1000 متظاهر في أكبر عمليات القتل الجماعي في تاريخ مصر الحديثة، أكثر من 40 عسكري أمني قتلوا ايضا فى هذا اليوم.
جميع القنوات التلفزيونية الخاصة والمملوكة للدولة اعتمدت نفس المصطلحات التي استخدمها الفريق التهامي وهي "مصر تحارب الإرهاب" من خلال تثبيت لافتة علي شاشاتها باللغة العربية والإنجليزية.
الإسلاميون اتهموا الجنرال التهامي بالثأر من الرئيس مرسي"الانتقام هو الحافز القوي " هكذا قال وائل هدارة مستشار مرسي الأسبق الذي يعيش الآن في كندا.
تحت حكم مبارك مدير المخابرات عمر سليمان أصبح بمثابة الأنا المتغيرة وفي نهاية المطاف أصبح نائب للرئيس .
لكن المخابرات لم تكن تثق في محمد مرسي أول رئيس منتخب بانتخابات حرة نزيهة وذلك وفقا للقاء مصريين وغربيين بكبار مسئولي المخابرات.
في شهر يونيو كبار مسئولي الاستخبارات حثوا علنًا المصريين للمشاركة في المظاهرات الداعية لاسقاط مرسي ومنذ ذلك الوقت ذكرت تقارير إخبارية ذات مصداقية أن جهاز المخابرات تجسس علي الرئيس محمد مرسي لجمع معلومات قد تستخدم الآن ضده ربما في محاكمة جنائية.
يتبع