شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

فارس في أروقة العبيد ـ عزة مختار

فارس في أروقة العبيد ـ عزة مختار
  حين يكون النبيل أسيرا خلف قضبان الظالمين، ثم يحاول هؤلاء مفاوضته من خلف تلك القضبان، ثم هو يحتفظ...
 
حين يكون النبيل أسيرا خلف قضبان الظالمين، ثم يحاول هؤلاء مفاوضته من خلف تلك القضبان، ثم هو يحتفظ بنبله وفروسيته ويصمد ويثبت بقوة ليزدادوا معه شراسة وخسة ودناءة، يتفاوضون على بقائهم وأمنهم وهم من يملكون السلاح والقوة المزعومة، فيرد بثبات وهو الأسير، ويتحدث عن الشرعية وحق الشهداء واختيار الشعب، فقد آن للتاريخ أن يتعلم
 
وآن للقلم أن يتحدث، وآن للرجولة أن تقف طويلا أمام ذلك المشهد.
 
عن الدكتور محمد مرسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أتحدث.
 
ذلك الرئيس المدني الذي اختاره الشعب المصري لأول مرة في تاريخه اختيارا حرا وبإرادة حرة بعد ثورة تاريخية أسقطت نظام العسكر الذي خلفه الاستعمار ليضمن ولاءه له أكثر من ولائه لأرضه وشعوبه.
 
الغذاء
 
الدواء
 
السلاح
 
تلك مقومات بناء أية دولة تريد أن تشق طريقها بين دول العالم الحر، وقد حرمت مصر من تلك المقومات طويلا بمقتضى اتفاقية كامب ديفيد المشئومة، وتعهد النظام السابق بحراسة تلك البنود جيدا، فقام بكل قوته بالتصدي لكل محاولة جادة لإقامة مشروعات يمكن أن تنقل البلاد نقلة نوعية على طريق الصناعات الثقيلة والهامة في كل المجالات، وليتحول اسم وزارة الحربية إلى وزارة الدفاع، ومصانعها المخولة بالصناعات الحربية إلى صناعة المكرونة!
 
وتسبقنا كل الدول التي بدأت معنا منذ الستينيات وتتحول إلى دول عملاقة في مجالات الصناعات الثقيلة والدقيقة، مثل الهند التي تفوقت عالميا في صناعة البرمجيات، بينما في مصر ما زلنا نعتمد في حصولنا على فانوس رمضان في يد طفل على دولة مثل الصين!.
 
وقفت الأنظمة حائلا قويا في سبيل نهضة مصر واكتفائها ذاتيا بأسس الحياة لأي كيان محترم بما يضمن ولاءها الكامل للغرب، ليأتي رئيسها المنتخب ويعلن أمام العالم خطته في إعادة هيكلة العقيلة التي تدير البلاد بما يتوافق مع مصالح البلاد والعباد.
 
ويتحرك الرئيس في فترة وجيزة – رغم كل التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية في تعمد صارخ لإفشاله – وينجح مبدئيا فيما كانوا يسمونه مستحيلا، وما زالوا يرددونه حتى الآن من الاكتفاء الذاتي من القمح الذي هو عصب الحياة في مصر، وينجح المصريون في إنتاج أول تابلت مصري، وأول سيارة نقل مصرية، ويخرج للنور مشروع محور قناة السويس ليفتح باب الأمل لملايين الشباب في حياة كريمة تليق بشعب يملك مقومات النجاح وحُرم منها طويلا، ولتكتسب مصر نظرة عالمية جديدة تغلفها الندية والاحترام المتبادل ككيان له تاريخه ودولة لها مؤسساتها المحترمة من رئاسة ومجالس تشريعية مختارة من قبل الشعب، ومشروع نهضة متكامل كفيل بأن يضعها في مصاف الدول المتقدمة في غضون سنوات معدودة.
 
ثم تأتي القاصمة لذلك النبيل الذي يجب أن يغيب خلف السجون:
 
لبيك يا غزة
 
لبيك يا سوريا
 
تهدد إسرائيل وتتوعد كعادتها في اجتياح غزة الأبية، لكنها هذه المرة وجدت فارسا يتصدى لها، ويقابل تهديدها بتهديد أشد "نحن نرى ما يحدث في غزة من عدوان سافر على الإنسان، وأنا أحذر وأكرر تحذيري للمعتدين، بأنه لن يكون لهم سلطان أبدا على أهل غزة، وأن مصر اليوم مختلفة عن مصر أمس، وعرب اليوم مختلفون عن عرب الأمس".
 
"سوريا التي يحترق شعبها ألما متواصلا، ومأساة ليس لها في تاريخ أمتنا مثيل، فيتعرض الشباب والنساء والبنية الأساسية لآلة تدمير وهم عزل وأبرياء لا يريدون إلا أن يحكموا بما يحبوا بإرادتهم، فاعتُدي عليهم، وعلى أعراض نسائهم الحرائر، ونحن نقول: لبيك سوريا".
 
تلك بعض أسباب من كثير كثير؛ لأن يوضع ذلك الفارس خلف سجون الظالمين، ذلك الذي يأبي ضغوطا تئن تحتها الجبال، من تقتيل في شعبه واعتقال وملاحقة، والضغط بذلك عليه كي يتنازل كي ينفذوا مخطط بيع جديد لمصر، لكن النبيل أبدا لا يهتز، شامخ في محبسه بينما سجانوه ما زالوا عبيدا تحت حماية أسلحتهم.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023