استيقظ الأمريكان في 16 سبتمبر الماضي على حادث القتل الجماعي في باحة البحرية في واشنطن Washington Navy Yardو الذي سقط ضحيته 12 قتيلا قبل أن تقتل الشرطة الجاني.
الحادث بشع بالتأكيد و إن كان معتادا في مجتمع يعترف دستوره بحق كل فرد في حمل السلاح كما أن حوادث القتل الجماعي تتكرر بصورة دائمة برغم الاحتياطات.
المدهش أنني و أثناء تصفحي للفيسبوك وجدت الكثير ممن أعرفهم ممن يؤيدون السيسي يتهمون الإسلاميين الإرهابيين بأنهم وراء الجادث..
مصدر الدهشة ليس من اتهام الإسلاميين في حد ذاته, فهو أمر معتاد , برغم أن 94% من الهجمات الإرهابية في أمريكا كان المتهمين فيها غير مسلمين!!
و لكن مصدر اندهاشي هو أن السلطات الأمريكية أعلنت مع الخبر اسم القاتل الذي تم قتله أصلا بعد بداية الحادث بساعة. و القاتل هذه المرة هو Aaron Alexisأمريكي مسيحي كان يعاني من الهلاوس و يعتقد أن موجات الراديو قصيرة التردد تتحكم فيه!
———————————————————————————–
في فجر السبت 1 يناير 2011 سكتت أصوات احتفالات المسيحيين في كنيسة القديسين بالاسكندرية ليعلو بدلا منها صرخات الاستغاثة, و سط سقوط حوالي 23 قتيلا نتيجة لانفجار مروع..
بالطبع الجاني كان جاهزا, و أعلن تشكيل جهادي وهمي عن مسئوليته عن الحادث, و سكت المجتمع عن جرائم التعذيب بحق السلفيين و التي كان (سيد بلال) أحد ضحاياها لأن المجتمع اتهم (الجهادينالسلفيينالملتحيين) بالمسئولية عن الحادث طبعا بدون أي أدلة و لكن تماشيا مع صورتهم الذهنية التي شكلها الإعلام عن الملتحيين و تصريحات وزير بوزارة معروفة بتلفيق التهم و بانعدام الكفاءة.
لم يمر شهر إلا و عرفنا أن الحادث تم بتنسيق و تحت إشراف (حبيب العادلي) وزير الداخلية شخصيا بعد تصاعد أصوات الاعتراض على التزوير الوقح لانتخابات مجلس الشعب في نهاية 2010.
————————————————————————————
تعودت أن اسأل نفسي بعض الأسئلة قبل أن اصدق أي رواية أو خبر..
أولا: على أي أساس تخرج مانشيتات الجرائد مؤكدة أن الجناة في حادث كنيسة الوراق و ما غيرها من الإخوان؟ هل تم التحقيق في الحادث أو أي حادث اخر؟
لماذا لا تظهر الشرطة و الجيش و جموع "المواطنين الشرفاء" عند الهجوم على أي كنيسة؟ برغم أنهم يظهرون بعد دقائق عند أي مظاهرة أو حتى 4 بنات ماشيين رافعين بالونات مرسوم عليها شعار رابعة!!
ثانيا: ما وجه استفادة الإخوان تحديدا من حادث مثل ذلك؟ و لماذا لم يدافعوا عند اعتقال أي من قياداتهم و على رأسهم المرشد أو حتى لماذا لم تأمر تلك القيادات بالرد المسلح و هم يرون أبناءهم يتساقطون في مذبحة فض اعتصامي رابعة و النهضة؟
حقيقة لا أري أي دافع يجعل الاخوان يرتكبون مثل تلك الجرائم.
ثالثا: لماذا لا تحقق النيابة أبدا؟ لماذا لا نعرف الجاني الحقيقي في أي من تلك الحوادث المتكررة؟ على الأقل ليلقى جزاءه العادل.
-ملحوظة: أين ذلك الجاني الذي رمى الأطفال في الفيديو الشهير و بالصدفة يسلم نفسه بعدها و بالصدفة تكون ذقنه "عيرة" و بالصدفة يكون عضو في الحزب الوطني الديمقراطي و بالصدفة يختفي و لا نسمع أي أخبار عنه أو عن التحقيق في ذلك الحادث؟!
الأمور المؤكدة عندي:
1. الجهات المختصة بالتحقيق لا تقوم بعملها في حوادث مكررة, هل هذا بسبب تقصير أم لسبب اخر؟
2. الجهات المختصة بحماية المواطنين لا تقوم بعملها رغم فرض حالة الطوارئ و حظر التجول منذ أكثر من 100 يوم و برغم حالات القتل و الاعتقالات التعسفية التي تمارسها تلك الصدفة حتى أنها تقبض على شباب بتهمة حيازة كاميرا..فلماذا هذا التقصير و هل هو متعمد؟
3. المتهم برئ حتى تثبت إدانته و ليس العكس, هل ما زلنا نتذكر تلك القاعدة؟
في كل حادث تنطلق مانشيتات الصحف متهمة الإسلاميين بتلك الجرائم و عندما تظهر الحقيقة لا تبرزها نفس الصحف, و مثال على ذلك حادث قطع أذن مسيحي منذ عامين في قنا و الذي صورته الجرائد على أن السلفيين قاموا به و انطلقت تبني تحليلاتها و تناقش أسباب و ماّل تلك الحادثة و عندما برأت المحكمة المتهمين لم تهتم نفس الجرائد بإبراز الخبر.
4. قتل أي إنسان بدون حق جريمة يجب التحقيق فيها و معاقبة الجاني, سواءا كان القتيل سلفيا في بورفؤاد تم حرقه داخل محل العطور الذي يملكه, أو إخوانيا في رابعة تم قتله و حرق جثته أو مجند مثل معاذ نور تم قتله بدون معرفة الجاني الحقيقي أو مسيحي في كنيسة.
في النهاية السلطة هي المسئولة عن التحقيق بعد الحادث و عن الحماية قبل الحادث لمنع تكراره, قد يكون حماية المواطنين من تلك الحوادث أهم من القبض على بنات يحملن بالونات.
و بالمناسبة "طول ما الدم المصري رخيص, يسقط يسقط أي رئيس".