ذلك نموذج لحصيلة يوم واحد، لا أظن أنه كان استثنائيا، لأن الظاهرة مستمرة ومؤشرات تصاعدها لم تتوقف منذ ثورة 25 يناير 2011، التي خرجت فيها الجماهير إلى الشارع وعبرت عن مخزون غضبها، الذي انصب على النظام ومؤسسة الشرطة التي كانت أداته طوال ثلاثين عاما على الأقل.
منذ ذلك الحين طرأت متغيرات عدة على الشارع المصري، وعلى علاقة المجتمع بالشرطة،
وفي هذه الأجواء تمدد الانتهازيون والعاطلون والبلطجية وفرضوا واقعا جديدا على العاصمة صار من الصعب والمكلف جدا تغييره.
إلى جانب غياب الشرطة عن الشارع والجرأة التي جعلت تلك الجموع تتحدى اللوائح والقوانين، فهناك اعتباران جوهريان أسهما في تنامى الظاهرة.
الأمر الثاني المهم أن البلطجية والعاطلين الذين احتلوا الشوارع أصبحوا عيونا للأجهزة الأمنية وضمن أدواتها، التي تستخدم في مواجهة المعارضين.
إذا صح ذلك التحليل فمعناه أن المجتمع لن يستشعر الأمن طالما لم يتحقق الاستقرار السياسى في البلد، لأن الشرطة في وضعها الراهن تعتبر أن حماية النظام هو مهمتها الأولى.