مع بداية فصل الخريف من كل عام ، والذي يتزامن مع موسم حصاد محصول الأرز في مصر ، الذي بدأ بالفعل منذ ما يقرب من الأسبوعين ، بدأ تصاعد موجات دخان السحابة السوداء ، وذلك في مختلف قُرى مصر ، لا سيما قُرى محافظة الشرقية ، حيث يقوم الفلاحون بجمع "قش الأرز" وحرقه في الأراضي التي تم زرعه فيها ، ويكون الحرق إما على هيئة عمل أكوام أو حزم من القش وتوزيعها على مساحات الأراضي ، وإما عن طريق نثرها وحرقها مباشرة على الأرض ، ويُستخدم ركام القش كسماد للأرض .
ويشتكي سكان القرى من أضرار الأدخنة المتصاعدة من السحابة السوداء ، والتي اعتدات زيارة البيوت في مختلف أوقات اليوم ، حيث تؤدي كثافة هذه الأدخنة المحملة بالمواد الكيماوية السامة إلى مشاكل متعددة ، قد تصل إلى حد الإصابة بأمراض خطرية مثل الإختناق وضيق التنفس والحشرجة المتكررة ، وتمنع الأهالي من التنفس السليم ، كما أنها قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الربو ، وتؤثر سلباً على المريضين به ، ويعد أكثر الفئات العمرية عرضة للمخاطر من أدخنة السحابة السوداء هم الأطفال صغار السن والرُضع .
ومن جانبها، تقول إحدى ربات البيوت في قرية النكارية : أن هذه الأدخنة تؤدي إلى تلوث الملابس المغسولة أثناء نشرها ، ، فضلًا عن رائحتها القوية .
وفي مقابلة تقوول أم لطفل -لم يكمل الثلاث سنوات- في قرية كفر الأشراف: أن ابنها أصيب بحساسية على الصدر ، والتهابات وضيق في الشعب الهوائية ، بسبب موجة السحابة السوداء المنتشرة في القرية، وأن حالات الأطفال الذين تأثروا بهذه الموجة يزدادون يوماً بعد يوم .
الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الشباب المصري ابتكروا خلال العام الماضي 2011-2012 آلة صحية للتخلص من السحابة السوداء ، وتحويل قش الأرز إلى وقود حيوي صالح للعديد من الإستخدامات المنزلية .