أدانت جماعة الإخوان المسلمين ما قام به الانقلابيون يوم الجمعة الماضى من سفك للدم في الأيام الحرم والتى شملت دهس للمواطنين بمدرعة الجيش في الأسكندرية، و قتل الداخلية لشاب بمدينة نصر، والإصابات التي الحقها الانقلابيين لراضفي الانقلاب بالشرقية، وعدة محافظات أخرى.
وتشير الجماعة، في بيان صدر لها اليوم الأحد، أن تلك الجرائم دليل على على إهدارهم لكل القيم والمقدسات الدينية والوطنية والإنسانية والقانونية في الوقت الذي يدعون فيه محاربتهم للإرهاب، و على مدى الضعف والورطة التي وقع فيها الانقلابيون.
وفيما يلى نص البيان" أيها الشعب المصري، كم أنت عظيم في تضحياتك، في ثباتك وصمودك، في سلميتك وتحضرك، في التزامك بمبادئك، قديما قال عنك المستبدون والطغاة، إن صفارة تجمعك وعصا تفرقك، وقد أثبت بلغة الدماء والأرواح والجروح والتعب والعرق كذب ما ادعاه الطغاة، وأن المبادئ وعلى رأسها التمسك بالحرية والكرامة والعدالة هي التي تجمعك، وأن الدبابات والمدرعات والطائرات والمدافع والقناصة بل والحرق لم تفلح في تفريقك، فالمظاهرات المستمرة على مدى مائة يوم والممتدة من العريش حتى مطروح ومن الإسكندرية حتى أسوان والتي تشترك فيها كل فئات الشعب الاجتماعية والمهنية، الرجال والنساء والشباب والفتيات بل والأطفال؛ دليل قاطع على إصرار قوي على إسقاط الانقلاب الدموي، وأن الانقلابيين العسكريين لا مكان لهم في السياسة والحكم، وأن الجيش مكانه الوحيد هو الحدود والثكنات .
أيها الشعب المصري العظيم إننا بقدر ما نشكر لك استجابتك لنداء التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في تجنب التظاهر في الميادين التي حولوها لثكنات عسكرية حقنا للدماء وتفويتا للرغبة المجنونة في القتل، ندين العدوان الإجرامي الذي وقع في الإسكندرية بدهس مدرعة للجيش الأهالي السلميين المتظاهرين في أحد الشوارع الجانبية، والذي قتل شابا في مدينة نصر بالرصاص في القلب، وآخر في الشرقية، إضافة لعدد كبير من المصابين في محافظات عدة، الأمر الذي يقطع أننا أمام عصابة لا قلب لها ولا ضمير والتي تدعي الحنو على الشعب المصري وهي تتولى قتله واعتقاله .
إن هؤلاء الانقلابيين المجرمين لم يتورعوا عن سفك الدم الحرام حتى في الشهر الحرام مما يدل على إهدارهم لكل القيم والمقدسات الدينية والوطنية والإنسانية والقانونية ثم يدعون أنهم يحاربون العنف والإرهاب، وهم الذين يمارسون أبشع ألوان العنف والإرهاب تجاه متظاهرين سلميين سقط منهم هذا الأسبوع فقط ستون شهيدا غير مئات الجرحى .
أيها الشعب المصري العظيم .. إن هذه الوحشية والإجرام يدلان على مدى الضعف والورطة التي وقع فيها الانقلابيون ولا يجدون منها مخرجا، فلتستمروا أيها الأحرار في مظاهراتكم الحاشدة في كل مكان، ولا يفكرن أحد منكم في راحة، فقد أوشك الانقلاب على السقوط – بإذن الله – ويومئذ تكون الراحة الكبرى لنا جميعا ولأجيالنا ولوطننا من هذا الغم والفساد والخراب والاستبداد .
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ الله يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ) ".