يقول ابن عطاء: إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك. ويقول ابن عباس: كفى بالعصاة عقوبة أن الله لم يعصمهم، ولو أحبهم لعصمهم.
فأخذت أتامل هذه الحكمة متسائلاً: ماذا أجرم السيسي ومن معه من الجيش والشرطة وشيوخ الضلال ومجرمي الانقلاب ليبتليهم الله بكل هذه الجرائم؟!! ماذا فعل السيسي ومن معه ليحملوا وزر قتل الآلاف الآمنين السلميين؟!! ماذا أجرم ليبوء بقتل الراكعين الساجدين الصائمين؟!! ماذا أسلفوا مع ربهم ليتحملوا انشقاقا في الأمة ما صنعه من قبل إلا فرعون ومن معه من الخاطئين المغرقين؟!!
ماذا فعلوا ليبوءوا بقتل عشرات العلماء، وإصابة واعتقال المئات، وتكميم الأفواه ومطاردة المصلحين؟!
ماذا أجرمت يا سيسي ومن معك لتحملوا عند الله قتل النساء والفتيات والأطفال وحفظة القرآن وأهل الصيام والقيام؟!!
ماذا أجرمت أنت ومن معك في حق ربك لتذهبوا إليه متحملين أوزار عشرات الآلاف من الأسر المشردة، والأطفال الميتمة، والنساء المرملة، والأمهات الثكلى، وأنات المصابين والجرحى، وظلم المعتقلين، وتلفيق التهم للبرآء؟!!
ماذا أجرمتم في حق الله لتكون أخلص دعوات المتهجدين هلاكا لكم ولأتباعكم، وأصدق دعوات الصائمين العاكفين شقا لبطونكم، وقطعا لأعناقكم، وشلا لأيديكم، وهما وغما لا يفارقكم، ولا تذوقوا الموت إلا بعد طلب له فلا تجدونه؟!!
ماذا أجرمت ومن معك لتقوم الزوجة بالليل تتفقد زوجها فلا تجده فترفع يدها بالدعاء عليكم بالويل والثبور، وحرمانكم من كل ضياء ونور؟!!
ماذا أجرمت ومن معك لتذكرك الأم الثكلى كلما ذكرت ولدها المغدور، أو ابنتها المقتولة، تذكرك بعذاب الله الأليم، وبالتضرع لله رب العالمين أن يذيقكم من هم الدنيا، وشقاء الآخرة، وأن يجعلكم عبرة وآية المعتبرين؟!!
