هل هو نفس الجيش؟ وهل نفس العقيدة؟ أم جيش آخر من شعب آخر؟؟ سؤال يطرحه كل من يحب هذا الوطن حينما يقارن بين الجيش المصري الذي خاض حرب أكتوبر 1973 ضد الصهاينة في سيناء، وجيش أكتوبر 2013 الذي استباح دماء شعبه وإخوانه على الأسفلت، وحارب شعبه الذي يحمل مجرد أقمشة مكتوب عليها شعارات وصور و إشارة باليد.
فمنذ الانقلاب على الرئيس مرسي واحتجازه من قبل قوات الانقلاب لم يتوقف الأمر على ذلك، بل صوب جنود القوات المسلحة أسلحتهم نحو الأطفال والبنات والشباب السلميين وعلى المصابين.
وجه التشابه فقط في مصر اليوم هو التاريخ "6 أكتوبر"، إنما باقي المواصفات لدى الجيش تغيرت حيث لم يجرؤ جندي مصري قديما على قتل أخ له في الوطن، بل كان هو حاميه والمدافع عنه، أما الآن فالدماء استباحت ورصاصات الجيش تطلق كل ثانية على المواطنين.
ومن ضمن المفارقة أن الحكومة في أكتوبر 73 أعلنت عن قتلى صهاينة وعبور خط بارليف وسير جنودنا على دماء العدو، أما اليوم فأعلنت الحكومة عن سير الجيش المصري على دماء إخوته من أبناء وطنه، حيث قتل 38 متظاهر و209 مصابا على مستوى المحافظات اليوم.
وفي صباح 6 أكتوبر عام 73 استعد الجيش المصري قادة وجنود، ووجهوا سلاحهم وطائراتهم وسفنهم و ذخيرتهم نحو العدو الصهيوني انتظارا لـ"اللحظة الفارقة" للانطلاق في الثانية ظهرا، كما أنه بنفس المسمى وليس المعنى "الجيش المصري"، منذ الساعات الآولى من صباح 6 أكتوبر 2013 صوبت قوات الجيش الانقلابي ذخيرتها ودبابتها نحو أبناء الوطن وإخوانهم الذين خرجوا للمطالبة بحقهم الشرعي، حتى قتل منهم من قتل وأصيب من أصيب.
وحولت قوات الجيش المصري، بداية من مساء أمس، جميع ميادين مصر من مطروح حتى أسوان إلى ثكنات عسكرية، لمنع المتظاهرين من دخول الميادين، حيث أعتقد قادة الانقلاب أن إغلاقهم لتلك الميادين ينهي الأمر.
كما انتشرت مجموعات البلطجية التابعة لقوات الانقلاب من الجيش والشرطة على مداخل الميادين، وذلك كي تشتبك مع المتظاهرين وتحولها إلى "حرب شوارع" كالمعتاد، وذلك بخلاف إطلاق قوات شرطة الانقلاب الخرطوش وقنابل الغاز والرصاص الحي على المسيرات.
وفي مشهد لا يصدقه أي مصري، ولم يتكرر منذ أكتوبر 73 حينما طاردت القوات المصرية حينها جنود الجيش الصهيوني في سيناء وأسرتهم مصوبة نحوهم الأسلحة، فتكرر نفس المشهد في أكتوبر 2013، مع اختلاف الذين تم أسرهم ووضعهم على الآرض.
وحدث ذلك بميدان رمسيس اليوم حيث أطلق الجنود ما يقرب من 200 طلقة نارية أعلى رؤس المتظاهرين وطلبوا منهم الركوع على الأرض كأسرى حرب.
والأمر المختلف والذي لم تشهده مصر في أكتوبر 72 وأكتوبر 2013 ، هو اقتحام قوات الانقلاب للمستشفيات واعتقال الأطباء والمصابين وسحلهم، فجيش أكتوبر 73 أحسن معاملة المصابين من جيش الاحتلال ووفرهم لهم الرعاية كما أمرنا رسول الله "المصطفى" بكيفية معاملة الأسرى.
فشهد مساء 6 اكتوبر 2013 اقتحام قوة من قسم شرطة السيدة زينب بقيادة محمد الشرقاوي رئيس المباحث، مستشفى المنيرة بمنطقة السيدة زينب وقامت بسحل ثلاثة أطباء وضرب ممرضة وطبيبة بـ"الشلاليت" وسبهم بألفاظ بذيئة، كما طردت ثلاثة مجندين بالقوات المسلحة وطردتهم من المستشفى بعد رفض الأطباء كتابة تقارير مزيفة عن المصابين الذين تعرضوا لاعتداء من بطلجية الشرطة أثناء مشاركته في تظاهرات الرافضة للانقلاب.
وتعرض المتظاهرون في مسيرات الرافضة للانقلاب في محافظات أسيوط وبورسعيد والدقهلية والقاهرة والجيزة والاسكندرية والشرقية والبحيرة وغيرها، بينما يقوم قادة وعبيد الانقلاب بتمثيل أداور الاحتفال والغناء والرقص في الوقت الذي تسفك فيه دماء المصريين على الأسفلت.
وتلك الصور تظهر وجه المقارنة بين جيش 1973 الذي حارب الصهاينة واعتقلهم على الحدود في سيناء وبين جيش 2013 الذي حارب شعبه واعتقلهم وسفك دمائهم على أسفلت الوطن.