شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الانتفاضة الثالثة..ما بين الانقلاب وأمير القلوب

الانتفاضة الثالثة..ما بين الانقلاب وأمير القلوب
    هل يتوحد المصريون لدعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟ أم أن سلطات الانقلاب حقنت دماء بعض المصريين...
 
 
هل يتوحد المصريون لدعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟ أم أن سلطات الانقلاب حقنت دماء بعض المصريين بهاجس الكراهية ضد أهل غزة العظماء الذين تكبدوا الغالي والنفيس مع باقي المدن الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني الغاشم؟.
 
 
الإجابة على السؤال السابق لا تحتاج لفيثاغورث جديد ليفك طلاسمه، لأن من لم تهتز له شعرة لقتل وحرق مئات المصريين بدم بارد، لم يعد يعتبر أن الصهاينة أعداء تجب مقاومتهم، بل انقلبت الآية بالنسبة له فأصبحت غزة بالنسبة له وكرا من أوكار الشيطان، بينما يرى الاحتلال الغاشم أرضا ملائكية، وكأننا نعيش غمار مسرحية شكسبير الهزلية "حلم منتصف ليلة صيف" عندما تتبدل مشاعر شخصيات الرواية تجاه بعضهم البعض بعد وضع سائل سحري في أعينهم يعميهم عن رؤية الحقيقة.
 
 
أمير القلوب أبو تريكة دعا في لقطة مبارة السودان الشهيرة عام 2008 إلى رفع المعاناة عن غزة عبر عبارة كتبها على قميصه الداخلي تقول "(تعاطفا مع غزة SYMPATHIZE WITH GHAZA) وهي الكلمات التي دغدغت وقتها مشاعر العالمين العربي والإسلامي، والآن تساهم سلطات الانقلاب في حصار غزة عبر التضييق على أهلها، وردم الأنفاق التي ينقلون من خلالها الدواء والغذاء، وغلق معبر رفح بين الحين والآخر.
 
 
غزة أيها السادة التي قدمت العديد من البطولات التي سطرها التاريخ بمداد من ذهب، وصدق فيهم قول الله تعالى "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا"، مثل الشهيد أحمد ياسين الذي اغتالته يد الغدر بينما كان قادما من صلاة الفجر، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وأحمد الجرعبي، وغيرهم وغيرهم ممن كانوا يستطيعون الحياة في بحبوحة من العيش، لكنهم آثروا أن يقولوا لا للصهاينة، ويكرسوا حياتهم للجهاد ضد أحفاد القردة والخنازير الذين قال الله تعالي عنهم ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾.
 
 
شتان الفارق بين تصرف أبو تريكة، والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير خارجية الانقلاب نبيل فهمي، والتي أخذ يكيل فيها التهديد والوعيد لحماس، وسار على دربه إعلام الانقلاب، الذي بات حاله أسوأ من "سكويلر" خنزير الدعاية الشهير في رواية جورج أورويل Animal Farm  أو مزرعة الحيوانات، والذي يرمز لبوق الدعاية في أعقاب الثورة الشيوعية، الذي تعمد عرض الحقائق في صورة مغلوطة.
 
 
وكانت العديد من الدعوات الفلسطينية قد حشدت لانطلاق انتفاضة ثالثة ضد الكيان الصهيوني  وطالب "ائتلاف شباب الانتفاضة- فلسطين" في بيانٍ مصور بالفيديو له الجماهير وخصوصاً الشباب الفلسطيني بالانتفاض في وجه المحتل من جديد، مذكراً بدور الشباب في إشعال وتأجيج انتفاضة الحجارة عام 1987 وانتفاضة الأقصى في العام 2000.
 
 
وأشار البيان إلى أن خيار الانتفاضة الذي وحد الشعب الفلسطيني في السابق سيوحده في أي وقتٍ آخر، مجدداً الدعوة لمواجهة قوات الاحتلال في كافة مناطق التماس في الضفة المحتلة وقطاع غزة والقدس والأرض المحتلة عام 48.
 
 
ولقيت دعوات المشاركة صدى جيدا، حيث شارك آلاف الفلسطينيين اليوم الجمعة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة تنديدا بجرائم الاحتلال بحق الأقصى. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وأعلام حماس ورايات المقاومة ولافتات "للأقصى رجال" ورددوا هتافات "بالروح والدم نفديك يا أقصى"، "مقاومة مقاومة..كلنا مقاومة".
 
 
ونقل موقع الجزيرة نت عن مشير المصري " القيادي في حماس، وعضو المجلس التشريعى الفلسطيني – في كلمة خلال المسيرة –  قوله: " إن الأقصى يمر بمرحلة حرجة من تهويد وتغيير معالمه وحفريات واقتحامات يومية أرادها العدو الصهيوني أن تكون روتينا في كل يوم من أجل التقسيم المكاني والزماني للأقصى على غرار الحرم الإبراهيمي بالخليل، القدس لا تقبل القسمة بين المسلمين واليهود وستخلع كل يهودي غاصب من أرضها وستضرب بمقاومتها هذا المحتل الغاصب.. أن أبطال القسام والمجاهدين في فلسطين سيزأرون لنصرة الأقصى المبارك الذي يتعرض لعدوان صهيوني كبير.. نحن على أعتاب ثورة الأقصى والانتفاضة الثالثة ..ننتظر ثورة في رام الله وطولكرم ونابلس وكل أراضينا المحتلة نصرة للمسجد الأقصى المبارك".
 
 
وقضت دعوات الانتفاضة الثالثة مضاجع الصهاينة، وهو ما بدا في مانشيتات المواقع والصحف العبرية التي تركزت معظمها على التحذير من تلك الانتفاضة، كما بدا ذلك في ردود الفعل العنيفة من قوات الاحتلال، وموجات الاعتقال المتزايدة.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023