قامت الدنيا وما فيها مراعاة للمخلوع محمد حسني مبارك، و كبر سنة فكان تجهيز السجن له على أعلى مستوي، والعلاج ،من داء غير معروف، إما في المركزي الطبي العالمي أو المعادي العسكري، والتذرع بأي ذريعة وإشاعة أي إشاعة من أجل استمالة قلوب المصريين، وفي المقابل تأتي الصورة مغايرة تمامًا مع المعتقليين السياسين في سجون العسكر وعهد الانقلاب فإما الإذلال والتعذيب حتى الموت أو تركه لمرضه حتى الفتك .
ففي الوقت الذي يخلى فيه سبيل المخلوع، وغيره من رموز الفساد في عهده على ذمة تهم جنائية خاصة بالفساد والكسب غير المشروع والقتل، ترك فيه الدكتور صفوت خليل ، الإخواني الذي اعتقل بتهمة التحريص على العنف، والمعروف بالأب الروحي لصيادلة الدقهلية و من أبرز مؤسسي نقابة ونادى الصيادلة بالدقهلية وله إسهام كبير في إنشاء مبنى نادي الصيادلة على النيل بطلخا بعد أن كانت مجرد حجرة فى شقة صغيرة، للموت متأثر بمرضه الخطير حتى الموت.
حيث أكدت أسرته أنه رغم معاناة الدكتور صفوت خليل والبالغ من العمر 59 عام من مرض خطير مثل السرطان، الذي يتطلب من الراحة والعلاج الكيماوي، والعناية الصحية ما يفوق أي مريض بأي داء آخر إلا أن الإهمال كان سبيله حيث تم احتجاز، منذ أغسطس وتم تجديد حبسه رغم أنه كان محدد له العرض على النيابة يوم 31 أغسطس، في ظروف غير آدمية مع 40 معتقل في زنزانة واحدة ، حيث تدهورت صحته وتنتهي حياته بالأمس.
وفي المقابل أراد الانقلابيين تبرئه ذمتهم من جريمة القتل ليقولوا أن الوفاة جاءت بعد ساعات من قرار محكمة جنايات المنصورة بالإفراج عنه ضمن 49 من أعضاء الجماعة، بتهمة التحريض على العنف..إلا أننا نبدو في زمن الحق الضائع فكما ذهبت تحقيقات سجن أبو زعبل إلى أدراج المكاتب ففي انتظار الفعل ذاته مع ضحية الإهمال والمحسوبية والفساد لأجهزة الدولة، واستبداد عصر الانقلاب.
ويبقي السؤال هل سيهب المجلس القومي لحقوق الإنسان، المعين من الانقلابين، للقيام بدوره ووقف تلك الانتهاكات المنادين ، وهل سيقلب الإعلام الدنيا، ويندد بجريمة القتل أم يغض طرفه عن معاني الإنسانية طالما أن المقتول عدو وإرهابي في نظره، ويا تري كم صفوت خليل يقبع في سجون الانقلاب، و كم من الضحايا سنسمع عنهم في سجون الانقلاب.