"ولتعرفنهم في لحن القول"…هكذا بدت تهليلات إعلام الانقلابيين اليوم الثلاثاء لتصريحات الرئيس الأمريكي باراك اوباما في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والتسارع من أجل اقتباس ماقاله الرئيس الأمريكي بشأن الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي وأنه لم يكن رئيسا لكل المصريين ، وثنائه على حكومة الانقلاب الحالية ودعمه لخارطة الطريق.
منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو وعزل الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي ، لم تتوقف صحف وإعلام الانقلاب عن انتقاد الدور الأمريكي ودعمه المستمر لجماعة الإخوان المسلمين ، والحديث عن صفقة بيع سيناء مقابل 8 مليارات دولار حصل عليهم قيادات الإخوان من أجل الاستغناء عن جزء من سيناء لصالح الفلسطينين.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب ولكن وصل إلى أن بعض الشخصيات السياسية الشهيرة في مصر المستشارة تهاني الجبال قد صرحت بأن أخو الرئيس الأمريكي باارك اوباما هو أحد مهندسي الكبرى للتنظيم الدولي للإخوان.
وطالعتنا صحيفة الوفد بمانشيت رئيسي على صفحتها بأن الرئيس الأمريكي نفسه باراك اوباما إخواني.
إن الموقف الأمريكي حسبما وصفه المؤرخ المصري الدكتور محمد الجوادي فهو ملبس وليس ملتبسا، لاسيما في ظل التصريحات الغامضة التي تصلح لكل الأطراف المتنازعة ليأخذها كل طرف وفقا لهواه الشخصي.
ولكن اليوم ، وبعد كلمة الرئيس الأمريكي باراك اوباما والتي انتقد فيها فترة حكم الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي ، تسارعت وسائل الإعلام والصحف الانقلابية إلى نقل تصريحاته والتسابق من أجل بثها ، وباتت اشبه بالمتلهف لسماعها ، ولم يكد يسمعها حتى تهللت أساريره وتنفس الصعداء ، وهو بالأمس القريب كان الفارس الجسور صاحب الخطاب التحريضي العدائي ضد كل ماهو أمريكي أو من طرفهم ، وتكلل ذلك الأمر بعد زيارة السيناتور جون ماكين والسيناتور لينسي جراهام وتأكيدهما على أن ماجرى في مصر انقلابا عسكريا.
وترى وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية تسارع على الفور بنشر تصريحات اوباما المدغدغة للسلطة الانقلابية ، في رسالة لمشتركيها لتنقل لهم تصريحاته بأن مرسي اثبت عدم قدرته على أن يحكم كرئيس لكل المصريين.
وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قال في كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم إن محمد مرسي انتخب ديمقراطيا، لكنه أظهر عدم رغبة أو عدم قدرة على الحكم بطريقة تتسم بالشمولية الكاملة، الحكومة المؤقتة التي حلت محله استجابت لرغبات ملايين المصريين الذين رأوا أن الثورة اتخذت منحنى خاطئا، لكنها(يقصد الحكومة المؤقتة) اتخذت أيضا قرارات لا تتسق مع الديمقراطية الشاملة، عبر قانون الطوارئ، والقيود على الصحافة والمجتمع المدني والأحزاب المعارضة".
وأضاف أوباما: " يظل ذلك اهتمامنا اليوم. وهكذا، نحو الأمام، ستستمر الولايات المتحدة في إقامة علاقة بناءة مع الحكومة المؤقتة بما يعزز مصالحنا الجوهرية مثل اتفاقية كامب ديفيد ومكافحة الإرهاب، سنستمر في دعمنا في مجالات مثل التعليم بما يفيد الشعب المصري. لكننالم نمض قدما في تسليم بعض المعدات العسكرية، وسوف يعتمد دعمنا على التقدم المصري في السعي لطريق ديمقراطي".
