من الأحداث المعروفة جدا في التاريخ الحديث في مصر قصة حريق القاهرة! فبعد أن أعلنت الحكومة المصرية عام 1951 إلغائها لمعاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا والتي تمنح بريطانيا امتيازات هائلة في مصر لجئت بريطانيا إلى عدة خطوات لمواجهة غضبة الشعب المصري..
1- حملة استعراض قوة بعملية هدم كفر أحمد عبده بالسويس في أوائل ديسمبر 1951 في عملية استعراضية ضخمة، اشتركت فيها 250 دبابة و 500 مصفحة، وعدد من الطائرات.. (هل يذكرك هذا بشيء مما يحدث في دلجا وكرداسة؟؟)
2- إشعال النار في كنيسة بمدينة "السويس" أثناء غارة بريطانية على المدينة في 4 يناير 1952، وقد حاولت بريطانيا إلصاق التهمة بالفدائيين لزرع الفتنة الطائفية بين المصريين، واستعداء الرأي العام العالمي على الحكومة الوفدية والفدائيين، ولكن مالبثت التحقيقات أن كشفت عن مسؤولية جماعة "إخوان الحرية" والتي اتضح أنها مجموعة إرهابية صنيعة المخابرات البريطانية وتمولها عن الحادث. (هل يذكرك هذا ببيانات جماعة أنصار بيت المقدس المزعومة، وإحراق كنائس المنيا!)
3- حريق القاهرة هو حريق كبير اندلع في 26 يناير 1952 في عدة منشأت في مدينة القاهرة عاصمة مصر. في خلال ساعات قلائل التهمت النار نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة.
ففي الفترة ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا والساعة الحادية عشرة مساءً التهمت النار نحو 300 محل بينها أكبر وأشهر المحلات التجارية في مصر مثل شيكوريل وعمر أفندي وصالون فيردي، و 30 مكتبًا لشركات كبرى، و 117 مكتب أعمال وشققا سكنية، و 13 فندقًا كبيرًا منها: شبرد ومتروبوليتان وفيكتوريا، و 40 دار سينما بينها ريفولي وراديو ومترو وديانا وميامي، و 8 محلات ومعارض كبرى للسيارات، و 10 متاجر للسلاح، و 73 مقهى ومطعمًا وصالة منها جروبي والأمريكين، و 92 حانة، و 16 ناديًا. وقد أسفرت حوادث ذلك اليوم عن مقتل 26 شخصًا، وبلغ عدد المصابين بالحروق والكسور 552 شخصًا, (وقد ذكر محمد نجيب في مذكراته ان القتلي 46 مصري و 9 اجانب) .
وقد أجمعت المصادر الرسمية وشهود العيان على أن الحادث كان مدبرًا وأن المجموعات التي قامت بتنفيذه كانت على مستوى عالٍ من التدريب والمهارة، فقد اتضح أنهم كانوا على معرفة جيدة بأسرع الوسائل لإشعال الحرائق، وأنهم كانوا على درجة عالية من الدقة والسرعة في تنفيذ العمليات التي كلفوا بها، كما كانوا يحملون معهم أدوات لفتح الأبواب المغلقة ومواقد إستيلين لصهر الحواجز الصلبة على النوافذ والأبواب، وقد استخدموا نحو 30 سيارة لتنفيذ عملياتهم في وقت قياسي، كما أن اختيار التوقيت يعد دليلاً آخر على مدى دقة التنظيم والتخطيط لتلك العمليات، فقد اختارت هذه العناصر بعد ظهر يوم السبت حيث تكون المكاتب والمحلات الكبرى مغلقة بمناسبة عطلة نهاية الأسبوع، وتكون دور السينما مغلقة بعد الحفلة الصباحية
***
ما يحدث استمرار لاستراتيجية التوتر وتعني قيام النظام بأعمال عنف وإلصاقها بالخصوم السياسيين أو عناصر إرهابية مزيفة لإشاعة الرعب بين المواطنين وإحساسهم بالخطر عبر أداة إعلامية جبارة لتبرير ما يقوم به النظام من أعمال القمع والاستبداد وطوارئ وحظر تجول وإغلاق الميادين ومنع المظاهرات …إلخ!
السيسي يحرق الوطن كي يستمر في الحكم.. وبيانات الداخلية أكدت أن بلطجية معتادي إجرام هم من أحرقوا كنائس الصعيد.. وشهادة القس أيوب سوف أكدت أن البلطجيو هم من أحرقوا الكنائس وأن الإسلاميين هم من تداعوا لحمايتها.. أما الأنبا مكاريوس أسقف المنيا (رقم واحد في الأقباط في كل المنيا) أكد أنهم اتصلوا بالشرطة والجيش والمطافئ والجيش ولم يستجب أحد لاستغثته!!
ملحوظة: بريطانيا قامت بحريق القاهرة عبر عملائها في القلم السياسي في البوليس المصري الذي صار اسمه أمن الدولة لاحقا.. والذي كانت كل مهمته تعقب الثوار ورافضي الاحتلال لصالح سيدهم البريطاني!