التراس الأهلي بالتحديد كان من أوائل من أسهم في ثورة 25 يناير، والرابطة تأسست 2007، وقد يختلف معهم البعض أو يتفق، ولكنها طاقة شباب، وطاقة منظمة، وقد تخرج عن السيناريو أحيانا، لكن وجدنا منهم فدائية كانت بادرة بالثورة، وما قبلها.
شعروا قبل الثورة باستهدافهم من قبل الشرطة فناصبوهم العداء في أغانيهم، واهازيجهم؛ تحمل أحيانا الجانب الرياضي ، وإن دخلت السياسة من أوسع أبوابها وأغلبها تدافع عن الأهلي أو تهاجم خصومه أو الخصوم السياسيين للشعب المصري .
و بدأت الصدامات بين النادي الأهلي والشرطة في مبارياته التي يلعبها خارج القاهرة حيث بدأ الألتراس يهتف ضدّهم بسبب سوء أدائهم قبل الثورة، عندها هتفت الجماهير بقوة ضد إجراءات الشرطة القمعية وقامت الشرطة من يومها باستهداف "الألتراس الأهلاوي".
وكانت مأساة بورسعيد أحداث استاد بورسعيد وقعت داخل استاد بورسعيد في مباراة حشد لها الأهلي، واستفز "جمهور المصري" ولكن كان هناك تدبير مبيت من الدولة العميقة وبلطجيتها، والشرطة، والمخابرات ليقتل 73 شابا بطرق بشعة، وسقوط مئات المصابين مساء الأربعاء 1 فبراير 2012، كانت أكبر مأساة، وتحول الالتراس الاهلاوي إلى لوبي للضغط، وأطلقوا شعارات الانتقام،"يا نجيب حقهم؛ يا نموت زيهم" حتى صدر حكم أقرب إلى العدالة
حكمت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد بتاريخ 26 يناير 2013م على 21 من المتهمين بتحويل أوراقهم للمفتى وتأجيل الحكم على الباقين لجلسة يوم 9 مارس 2013م، وفي 9 مارس 2013 حكمت محكمة جنايات بورسعيد بالإعدام شنقاً على 21 من 73 متهماً وبالسجن المؤبد على خمسة والسجن 15 سنة على عشرة بينهم خمسة من كبار المسؤولين في نظام وزارة الداخلية، و10 سنوات على ستة متهمين، وأحكام أقصر على عدد آخرين بينما قضت ببراءة 28 متهماً، وإن كانت الأحكام قابلة للنقض إلى أن شفاء غليل الالتراس شفي وعادوا إلى أهازيجهم نكاية في أعداء الثورة ونجد منهم من اتجه إلى تأييد النهضاويين ..
المحرر
أُتَابِعُ باهتمامٍ بالغٍ أنشطةَ رابطةِ مُشجّعي النّادي الأهلي مِنْ شَبابِ مِصْرَ البطلِ. شجاعةُ هؤلاءِ الشّبابِ أثارتْ إعجابي الشّديدَ، وحماسي العظيمَ. كبرياؤهم أَحْرَجَ الآباءَ والأجدادَ، الّذين تعوّدوا على قُبُولِ الذّلّ والقمعِ، وَجَعَلَهُمْ يشعرونَ بالحياءِ والفخرِ في آنٍ وَاحدٍ. الحياءُ لأنّ ديكتاتوريّةَ مجرمي عسكرِ مصرَ زرعتِ الخوفَ في نفوسِ المصريّينَ، فصارتِ الشّجاعةُ عملةً نادرةً، وأصبحَ الكبرياءُ قيمةً غائبةً. وَالُفَخْرُ لأنّه صار لدينا الآن جيل جديد من المصريّينَ لا يخافُ من ترويع العسكر، ولا يأبه من عربدة الشّرطة.
فجأة أصبحَ لدينا جيلٌ محترمٌ مِنْ شبابِ مصرَ لا يشعر بالخوفِ، بل ويتحدّى صنّاع الخوفِ من مجرمي العسكر والشّرطةِ. فألف تحية لشباب الألتراس الأبطال. قتلَ مجرمو عسكرِ مصرَ شعبَ مصرَ الطّيّبَ قمعًا، وترويعًا، وإرهابًا، وتعذيبًا، وقهرًا طوالَ ستّين عامًا. أصبحَ الخوفُ جزءًا أساسيًّا من حياتنا، بسببِ المجرمينَ الّذين ابتلانا اللّه بهم من مرتزقة العسكر ومأجوري الشّرطة. وبعدُ.
يقينًا أنا لا أعرفُ تفاصيلَ نشأةِ رابطةِ مشجّعي النّادي الأهلي. وأعتذرُ للقارئ الكريم – ولشبابِ الألتراسِ عنْ هذا التّقصيرِ والجهلِ. وسببُ ذلكَ بسيطٌ هو أنّني لا أعيشُ في مصر. صحيحٌ أنّني لعبتُ في مدرسةِ الكرةِ في النّادي الأهلي، قبلَ سنواتٍ طويلةٍ، حيثُ كان يُدرّبني المرحومُ الكابتن مصطفى حسين، والكابتنُ فتحي نصير. لكنّني اكتشفتُ بعدَ ذلكَ الكرةَ العالميّةَ، وأدركتُ أنّ مصرَ تخلّفتْ – بسببِ الدّيكتاتوريّةِ العسكريّةِ – أيضًا في كرةِ القدمِ.
في البدايةِ كنتُ أحلمُ باللّعبِ في البرازيلِ. وبالفعلِ سافرتُ إلى البرازيلِ، واستمتعتُ باللّعبِ هناكَ على شاطئ الكوباكابانا الجميلِ. لكنّي سُرعانَ ما أدركتُ أنّ احترافَ كرةِ القدمِ في البرازيلِ لن يجلبَ لي السّعادةَ المنشودةَ، ولا يُحقّق لي الاستقرارَ المطلوبَ. فقدِ اكتشفتُ أنّ البرازيلَ دولةٌ فقيرةٌ، متخلّفةٌ، مستحيلٌ أن يشعرَ المرءُ فيها بالاستقرارِ والسّعادةِ. كانتْ شوارعُ ريو دي جانيرو تعجّ بالأطفالِ الحفاةِ الّذين يعملونَ لحسابِ عصاباتٍ إجراميّةٍ تمارسُ النّشلَ، والقتلَ، وبيعَ المخدّراتِ.
الفجوةُ بينَ الفقراءِ والأغنياءِ في البرازيلِ كبيرةٌ جدًّا. وبالمناسبةِ فمعاناةُ الشّعبِ البرازيليِّ الطّيّبِ جدًّا مِنَ الفقرِ والمرضِ والجهلِ تعودُ أيضًا إلى مجرمي العسكرِ هناك الّذينَ حكموا البرازيل من سنة ١٩٦٤م حتّى سنة ١٩٨٥م. وهذا شيء مؤلمٌ حقًّا. لكن ما يؤلمني أكثر هو أن كثيرًا من ديكتاتوريّاتِ العالمِ تمّ دحرُها بعدَ حقبةٍ وجيزةٍ نسبيًّا، بعكسِ ديكتاتوريّةِ مجرمي عسكرِ مصرَ الّتي قتلتِ المصريّينَ لأكثر من ستّةِ عقودٍ، ومازالَ مجرمو العسكرِ مصمّمينَ على استمرارِ هذه الجرائمِ، ومواصلةِ استعبادِ المصريّينَ. يقينًا لكلّ جريمةٍ طرفانِ، فاعلٌ ومفعولٌ به، مجرمٌ وضحيّةٌ، ظالمٌ ومظلومٌ، قويّ وضعيفٌ، أسيادٌ وعبيدٌ.
في حالةِ مصرَ، وتجربتها المريرةِ معَ الدّيكتاتوريّةِ العسكريّةِ، لا شكّ أنّ تفشّي الجهلِ، والمرضِ، والفقرِ بينَ قطاعاتٍ واسعةٍ من الشّعبِ المصريّ، أغرى مجرمي عسكرِ مصرَ باستعبادِ المصريّينَ. والاستعبادُ هنا لخصّه المجرمُ جمال عبد النّاصر، مؤسّسُ ديكتاتوريّةِ العسكرِ المجرمةِ في مصرَ الحديثةِ، عندما قالَ إنّه يتطلّعُ إلى لحظةٍ يستطيعُ فيها أن يضغطَ على زرّ، فيقوم له الشّعبُ المصريّ من أسوانَ إلى الأسكندريّةِ، ويضغط على زرّ آخرَ، فيقعد الشّعبُ المصريّ، مطيعًا، مثلما تطيعُ الأنعامُ راعيها. فما أمرضَ هذا المجرمَ، وما أتفهه، وما أحقره.
يهمّني أن أنقلَ للقارئ الكريمِ، ولشباب ألتراس الأهلي على وجه الخصوصِ، توصيفًا دقيقًا لهذه الجريمة النّكراء، كتبه العلّامة يوسف القرضاوي، حيثُ يقولُ:"إنّ شرّ ما فعلَه عبدُ النّاصر في مصرَ أنّه أذلّ الإنسانَ المصريّ، وقهرَهُ، وأحياه في خوفٍ دائمٍ أن يدهمه زوّارُ منتصفِ اللّيلِ أو زوّارُ الفجرِ من كلابِ الصّيدِ، فتتخطّفه، وتذهب به إلى مكانٍ سحيقٍ وراءَ الشّمسِ، لا يستطيعُ أحدٌ الوصولَ إليه، وقد أصبحَ المصريّونَ يتجسّسُ بعضهم على بعضٍ، حتّى أصبحَ الأخُ يتجسّسُ على أخيه، بلِ الابنُ على أبيه. وفقدتِ الأسرةُ الثّقةَ بعضهم ببعضٍ".
وَقْدِ اعترفَ الرّئيسُ أنورُ السّادات في كتابه (البحث عن الذّاتِ) بما زرعته الثّورةُ من خوفٍ ملأ صدورَ النّاسِ، وشلّ إرادتهم، حينَ قالَ: (انتهى مجلسُ قيادة الثّورة في ٢٢ يونيو سنة ١٩٥٦م، عندما انتُخبَ جمالُ عبد النّاصر رئيسًا للجمهوريّة بالاستفتاءِ. ولكن قبلَ أن ينتهي المجلسُ، كانَ الشّعورُ بالخوفِ قد عمّ البلادَ). هذا في رأيي أبشعُ ما يمكنُ أن يُصيبَ الإنسانَ! فالخوفُ يقتلُ الشّخصيّةَ، ويشلّ الإرادةَ، ويمسخُ تصرّفاتِ البشرِ!
وقالَ في حديثٍ له في "الأهرام": "لاحظتُ أنّ أكبرَ خطأ ارتُكبَ في حقّ الإنسانِ المصريّ كانَ هو زرع الخوفِ. فبدلًا من أن نبني الإنسانَ، أصبحَ همّنا أن نخيفه. والخوفُ أخطرُ ما يهدمُ كيانَ الفردِ أو الشّعبِ. فقد كانت أرزاقُ النّاسِ كلّها ملكًا للحاكمِ، إن شاءَ منحَ، وإن شاء منعَ، وكان المنعُ مصحوبًا في أغلب الأحيانِ بمصادرةِ حرّيّةِ الفردِ واعتقاله، ثمّ فصل جميع أهله من وظائفهم مع اتّخاذ إجراءات ضدّهم"!
وأحسبُ أنّ السّاداتَ شاهدٌ من أهلها، فهو من صنّاعِ ثورة يوليو، ونائب عبد النّاصر. إنّ خسارةَ الإنسانِ المصريّ هي الخسارةُ الكبرى. وليسَ الإنسانُ المصريّ من هؤلاءِ الّذينَ يجتمعونَ في السّرادقات في الاحتفالات المعدّة، ويلقّنونَ هتافات يردّدونها كالببغاواتِ: ناصر، ناصر. وأذكرُ أنّ عبد النّاصرِ ذهبَ إلى إحدى المدنِ في أوّل الثّورةِ، فهتفَ النّاسُ باسمِ نجيب.
فثار عليهم، وقال في حرقةٍ وحرارةٍ: إنّما قمنا لنُحرّرَ النّاسَ من عبادةِ الزّعماءِ، والهتاف للأشخاصِ، أي يكونُ الهتافُ للوطنِ. فلمّا أصبحَ بعد ذلكَ الهتافُ باسمه، أصبحَ مشروعًا ومحمودًا. لقد أذلّ عبدُ النّاصرِ الشّعبَ المصريّ، كما أذلّ الحجّاجُ بن يوسف الشّعبَ العراقيَّ من قبلُ. وكانَ في ذلكَ خسارةً معنويّةً لا تقدّرُ بثمنٍ، ولا تُقاسُ بالمادّةِ. لقد أرادَ عبدُ النّاصرِ أن يُديرَ مصرَ كما يُديرُ صاحبُ الدّكّانِ دكّانَهُ، أو صاحبُ المزرعةِ مزرعته. وقد قالَ مرّةً: أُريدُ أن أضغطَ على زرٍّ، فتتحرّك مصرُ كلُّهَا من أسوانَ إلى الأسكندريّةِ، وأضغط على زرٍّ آخرَ، فتسكنُ مصرُ كلُّهَا». وبعدُ.
أيّها القارئُ الكريمُ، أرأيتَ كيفَ كانَ يُفكّرُ جمالُ عبدِ النّاصرِ، مؤسّسُ الاستبدادِ في مصرَ الحديثةِ؟ إنّ إنسانٌ يُفكّر بهذِهِ الطّريقةِ ليستحقّ بالفعلِ الإعدامَ والسّحقَ والإبادةَ، لأنّه أرادَ استعبادَ النّاسِ الّذينَ خلقهم اللّهُ أحرارًا. فكيفَ يجرؤ أحدٌ بعدَ ذلكَ على إعلانِ أنّه «ناصري»؟ إنّ هذه «النّاصريّة» المزعومة لا تعني، إلّا «الجهل»، و«التّضليل»، و«استعباد النّاس»، و«قمع العبادِ»، و«تبديد ثروات البلادِ». النّاصريّة، يا ناس، قادت مصرَ نحوَ الهلاكِ، والإملاقِ، والتّخلّفِ، والهزيمةِ من دولةٍ صغيرةٍ، وشعبٍ صغيرٍ.
النّاصريّةُ تقومُ في أساسِها على الجهلِ. فعبدُ النّاصرِ وشلّةُ من يسمّونَ "الضّبّاط الأحرار"، كانوا جميعًا من حملةِ الثّانويّةِ العامّةِ بمجموعٍ ضعيفٍ ضعيفٍ ضعيفٍ. مستوى تحصيلِ الطّالبِ البليدِ في الحضيضِ. عقلُ الطّالبِ البليدِ ضعيفٌ، وتفكيرُهُ منحطّ، وأفقُهُ محدودٌ، وثقافته ركيكةٌ. صحيحٌ أنّ عبد النّاصر وعبد الحكيم عامر وسائر أفراد هذه العصابة حاولوا جميعًا تعويض هذا النّقص بالقراءة. ولكن أيّ قراءة؟ لقد سمعنا أنّهم قرؤوا بعض روائع الأدب العالمي في ترجمتها العربيّة، كما قرأوا بعض الكتابات التّاريخيّة، ومؤلفات بعض زعماء العالم. وكلّ هذا لا يكفي، مع فساد الفكر، وانحطاط الأخلاق، وضعف درجة التّحصيل، ناهيك عن نيّة عبد النّاصر المبيّتةِ لاستعباد الشّعب المصريّ. تخلّصَ عبد النّاصر من رفاقه، الواحد تلو الآخر، إمّا بالنّفي، أو السّجن، أو الإقالة، أو تحديد الإقامة، أو القتل. أراد أن يكون هو الحاكم الأوحد لشعب مصر الطّيّب الأصيل.
فكانت حصيلة هذه المغامرات الصّبيانيّة: دمارًا شاملا، وخسارة مذلّة في حرب ١٩٦٧م، وضياعَ شبه جزيرة سيناء، وانهيارَ الاقتصاد المصريّ، وإذلالَ الشّعبِ المصريّ. لم يكن مستغربًا بعد ذلك أن يموتَ عبد النّاصر قبل أن يكمل الثّالثةَ والخمسينَ من عمرِهِ (١٩١٨م-١٩٧٠م). فقد كان شاغلُه الأوّلُ هو التّآمر على خصومه، والتّخلّص من معارضيه، وتضليل الشّعب بشعاراتٍ جوفاءَ. فلم يتبقّ له بعد ذلك متّسعٌ من الوقتِ للتّفكيرِ في تنمية البلادِ، وتطويرِ اقتصادِها. جمالُ عبد النّاصر هوَ أكبرُ عارٍ على مصرَ الحديثةِ. وبعدُ.
أنصحُ شبابَ ألتراسِ الأهلي الأبطالَ بما يلي:
أوّلا: ينبغي أن تدركوا أنّكم ضحيّةٌ من ضحايا ديكتاتوريّةِ عسكرِ مصرَ المجرمينَ. وعليكم مضاعفة جهودكم من أجل إنقاذ أنفسكم من هذا الخراب أوّلًا، ثمّ المساعدة في إنقاذ مصرنا من الآثار المدمّرة لحكم مجرمي عسكرِ مصرَ.
ثانيًا: مجرمو عسكرِ مصرَ، مثلهم مثل العسكرِ في أيِّ مكانٍ آخرَ، اعتمدوا على المبدأ الاستعماريّ الأصيلِ: «فرقْ تُسدْ». فحرصوا على زرعِ الفتنةِ بين أبناءِ شعبنا. المسلمُ يكره المسيحيّ. الأهلي يحاربُ الزّمالك. سكّانُ القاهرة يتحقرونَ سكّانَ الأقاليمِ. سكّانُ الأحياءِ الرّاقيةِ في القاهرةِ يستعلونَ على سكّانِ الأحياءِ الفقيرةِ فيها، إلخ. أدّى هذا إلى كراهيةٍ شديدةٍ بين جماهيرِ الأهلي وجماهيرِ الأنديةِ المصريّةِ الأخرى، مَعَ أنّ الرّوحَ الرّياضيّةَ هي أجملُ شيءٍ في الرّياضة، كما تربّينا عليها. حرصَ مجرمو العسكرِ على استغلالِ المنافسةِ الكرويّةِ بين مصرَ والجزائرِ، لزرعِ الكراهيةِ والفتنةِ بين شعبينِ مسلمينِ عربيّينِ، أولى بهما أن يتعاونا، ويتضامنا، ويتكاملا.
لكن مجرمي عسكرِ مصرَ أشعلوا الفتنةَ بينَ جماهيرِ مصرَ وجماهيرِ الجزائرِ، ظنّا منهم أنّ هذا يخدمُ إيدلوجيّتهم البغيضةَ في مواصلةِ استعبادِ المصريّين. واكتشفنا بعدَ ذلكَ أنّ علاءَ مبارك هو الّذي أشعلَ هذه الفتنةَ انتقامًا من الحكومةِ الجزائريّة الّتي رفضتْ عقدَ صفقةٍ مع إحدى شركاتِ تصنيعِ الطّائراتِ الّتي يقوم علاء مبارك بتمثيلها في منطقة الشّرق الأوسط. فسارع علاء مبارك إلى إشعال هذه الفتنة، نكايةً من الجزائر. والشّيء نفسه حدث مع أبطال ألتراس الأهلي الّذين لقنّوا مجرمي شرطة مصر درسًا قاسيًا، فأرادت الشّرطة المجرمة الثّأرَ لهزيمتها وانكسارها، فدبّرت لشباب ألتراس الأهلي مذبحة بورسعيد الدّنيئة، والّتي كان ينبغي استثمارها لسحق شرطة مصر المجرمة من الوجود، وتحرير مصر من شرورها. دحر الدّولة البوليسيّة المجرمة يعني أن ننبذَ خلافاتنا، ونوحّدَ صفوفنا، لتطهيرَ مصرَ.
لا تخدعنكم الحيل الدّنيئة الّتي يستخدمها مجرمو عسكر مصر للتّفرقة بين أبناء شعبنا العظيم. لابدّ أن تتصالحوا مع جماهير نادي المصري. ولابدّ أن توحّدوا صفوفكم، وتدركوا أنّ العدو الوحيدَ لشعبِ مصرَ، بل وللإنسانيّةِ جمعاءَ، هم عسكرُ مصرَ المجرمونَ. لابدّ أن نوحّد صفوفنا لسحقهم، وتطهير مصرَ من أدناسِهم.
ثالثًا: أشعرُ بألمٍ شديدٍ عندما أتأمّلُ النّتائجَ المدمّرةَ لإفسادِ مجرمي عسكر مصر التّعليمَ في بلدنا. أتذكّر أنّني كنتُ أقرأُ بعضَ رسائلِ وائل غنيم عندَ اندلاعِ ثورةِ مصرَ المجيدةِ في الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١م، فكنتُ أتعجّبُ من ركاكةِ لغتِهِ العربيّةِ، وضعفِ مقدرتِهِ على التّعبيرِ عن أحاسيسه. ولا عجبَ في ذلكَ. فعسكرُ مصرَ أفسدوا كلّ شيءٍ في مصرَ. وأصبحتِ الجامعات المصريّة تُخرّج لنا أجيالًا من الجهلةِ، للأسفِ. لهذا السّببِ أقولُ لأبطال ألتراس الأهلي: ضاعفوا جهودَكم لتعويضِ ما فاتكم من الحصولِ على تعليمٍ محترمٍ.
لا تضيّعوا ثانيةً واحدةً من عمركم هباءً بدون استفادة. اقتدوا بالشّبابِ في الدّولِ المتقدّمةِ. أنتم لا تقلّونَ عنهم في شيءٍ. بل أنتم أعظمُ وأفضلُ، لأنّكم تنتمون لأعظم حضارةٍ إنسانيّةٍ عرفتها البشريّةُ. لكن عليكم ألّا تضيّعوا وقتكم في السّخافاتِ. الوقتُ من ذهبٍ. لابدّ أن تتعلّموا اللّغةَ العربيّةَ، وتلمّوا بقواعدها، لأنّها لغتكم الأم. ومن لا يتقن لغته الأم يُصبحُ كبيتٍ بلا أساسٍ، أو شجرةٍ بلا جذورٍ. وبعدَ ذلكَ ينبغي أن تتعلّموا لغةً أجنبيّةً واحدةً على الأقلِّ، والأفضل أن تتعلّموا لغتينِ أو ثلاثةً من اللّغاتِ الحديثةِ: الإنجليزيّة، والألمانيّة، والفرنسيّة. ولا تنسوا أنّ الألمانيّةَ أهمّ من الفرنسيّةِ، وقد تكون أحيانًا أهمّ من الأنجليزيّةِ، نظرًا للإسهاماتِ العظيمةِ للألمانِ في تطويرِ الحضارةِ الإنسانيّةِ.
رابعًا: لابدّ أن تدركوا أنّ مجرمي عسكرِ مصرَ أفسدوا أيضًا الرّياضةَ في مصرنا. لابدّ أن تعلموا أنّ الرّياضةَ ينبغي أن يكونَ هدفها الأوّل هو حفظ الصّحّةِ، وليس مجرّد التّسليةِ والتّخديرِ. وهذا يعني ضرورة ممارسةِ الرّياضةِ، حفاظًا على صحّتكم. لا يكفي أن تشجّعوا فقط، بل يجبُ أيضًا أن تمارسوا الرّياضةَ. ولا تنسوا أن مجرمي العسكرِ جعلونا شعبًا مريضًا. والرّياضةُ ينبغي توظيفها هنا لعلاجِ النّاسِ في المقامِ الأوّلِ.
خامسًا: اعلموا أيضًا أن فسادَ الرّياضةِ في مصرَ أدّى إلى تأخّرنا عالميًا على صعيدِ كرّةِ القدمِ. والسّببُ هم مجرمو عسكرِ مصرَ. لابدّ أن تسعوا إلى تحقيقِ طفرةٍ رياضيّةٍ في مصرَ قريبًا، بعد أن ندحرَ مجرمي العسكرِ، ونسحقَ الدّولةَ البوليسيّةَ قريبًا إن شاءَ اللّهُ. طموحكم ينبغي أن يناسبَ عظمةَ مصرَ. الرّياضةُ العالميّةُ أكبرُ بكثيرٍ من الأهلي والزّمالكِ. وَليسَ يليقُ بمصرَ أن تظلّ بعيدةً عن المنافساتِ العالميّةِ، ومسابقاتِ كأسِ العالمِ. طموحنا ينبغي أن يجعلنا نحلمُ بالفوزِ بكأسِ العالمِ لكرةِ القدمِ، وليسَ مجرّد المشاركةِ في هذهِ البطولةِ.
سادسًا: أملي في البارئ ـ تعالى ـ ، وفي شعبِ مصرَ، وأبطالِ الألتراسِ كبيرٌ. لابدّ أن نتوحّدَ جميعًا، لدحرِ عسكرِ مصرَ، وسحقِ الشّرطةِ المجرمةِ، لنؤسّسَ دولةً حديثةً على أسسٍ نظيفةٍ، تقومُ على الدّيمقراطيّةِ، وتقاسمِ السّلطاتِ، وتداولِ السّلطةِ، واحترامِ حقوقِ الإنسانِ.