أسماء البلتاجي كان موتها حياة وأملاً للكثيرين، ورغم مشاعر الحزن التي انتابت الأسرة للفراق، فقد وجد الجميع العزاء في اليقين، والبشريات بأن ما عند الله خير وأبقى، بل كانت دموع "البلتاجي" القليلة التي تماسك بعدها بعدما علم بارتقاء الشهيدة بارقة أمل أن ستكون في انتظاره هناك في "الفردوس المشهود".
ويبكيها "طيب أردوغان" الإنسان ومع الكثيرون الذين بكوا لبكائه وهو رئيس وزراء تركيا، وليس رئيس وزراء مصر"البابلي"، الذي يلتمس العذر للجميع في القتل، حتى لأمريكا التي قتلت ملايين البشر، ولم يشعر بالأسف، ولا ولا الأسى على آلاف رابعة الذين قتلهم هو بيد وزير الداخلية"محمد إبراهيم"، ووزير الدفاع"عبد الفتاح السيسي" عذرا الرئيس الفعلي لمصر على دماء المصريين التي سالت ، وأجساد الشهداء التي حرّقت، في حين يزيف إعلامنا كذبة بصوت مفتعل تدعي صاحبته أنها لا تزال حية"تدعي أنها أسماء البلتاجي" أسماء، وأن محمد البلتاجي يتاجر بها، وبموتها.
ويراها أبوها الدكتور "محمد البلتاجي" رغم سجنه في رؤيا مبشّرة، لا يدري أخوها حين زار الأب في"طرة" كيف يعيشون السعادة، وأحسبه (يردد أخي أنت حر وراء السدود أخي أنت حر بتلك القيود )، ها قد مر شهر على رحيل أسماء، ولا يزال الناس في ذكرها العطر، ولازالت صورها ترفع في أرجاء المعمورة .
وجاءتنا أبيات من الشعر ترثيها وترثي كل مصر، التي أصابها الضر بالانقلاب ..
إلى قاتل أسماء محمد البلتاجي
شعر : يحيى حاج يحيى
لا تصوّبْ نحوَها طلقاتِ نارِكْ
ليس في " رابعـةٍ "أرضُ معارك
إنها مصرُ بأثواب صَـبـيّه
بسمةُ النيل الـنَّـديّة
حرةٌ .. مؤمنةُ القلبِ
و بيضاءُ الهوية
لا تصوّبْ نحـوَها طلقاتِ نارِك
خـبّئ الطلقاتِ كي ترمي بها
أعداءَ دارك
و اقْـنص الباغين قد جاؤوا لأرضك
و أباحَوا قُدسَ عِـرضِك !
فلماذا لستَ تردعُهم
و قد سلبوا ديارَك
و لماذا لستَ تغسل بالدم المهراق عارَك
لستَ مصرياً ؟!
ففي مصرَ إباءٌ و حَمِيّة
إنما أنت أجيرٌ من فلول البلطجيه