شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هويدي الربيع العربي لم يمت لكن هناك من يتربص به

هويدي الربيع العربي لم يمت لكن هناك من يتربص به
  قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي أن الربيع العربي لم يمت بعد لكن هناك من يتربص به مشيرًا أن الربيع العربي غيير...

 

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي أن الربيع العربي لم يمت بعد لكن هناك من يتربص به مشيرًا أن الربيع العربي غيير في طبيعة المواطن بحيث أصبح قدرة علي المطالبة بحقوقه وتغير وضعه للأفضل لكنه لم يغير في الانظمة وبنية المؤسسات بالدول التي قام به .

 

أكد هويدي في مقال له اليوم (الثلاثاء) بجريدة الشروق أن هناك محاولة للتركيز علي المساوئ التي جلبها الربيع العربي في محاولة لاعتبارة نكبة وليس ربيع.

 

وقال: "لست واثقا من أننا على بينة من الجهد الحثيث الذى يبذل حولنا لاستثمار إخفاقات حكم الإخوان فى الانقضاض على الربيع العربى والاعتذار عنه!"

 

ولفت أن الذين يرون الربيع العربى بحسبانه تحركا جماهيريا أدى إلى إسقاط بعض الأنظمة الديكتاتورية واستبدالها بأنظمة أخرى تعثرت أو فشلت، يخطئون فى النظر من ثلاث زوايا الأولى منها أن الربيع فى حقيقته تحول تاريخى شمل العالم العربى من أقصاه إلى أقصاه، بمقتضاه أصبح المواطن أكثر إدراكا لحقه فى تغيير أوضاعه إلى الأفضل، وأكثر جرأة فى التعبير عن رفضه للظلم الاجتماعى والسياسى.

 

وأضاف : الثانية ان أهم ما فى الربيع أنه غير فى الإنسان أكثر مما غير فى الهياكل والبنيان. بمعنو هو الجزء الظاهر منه، لكنه أيضا يتمثل فى تلك الرغبة العارمة من التغيير التى تجتاح العالم العربى، وهذا الشوق تعبر عنه الكتابات والرسائل التى تحفل بها وسائل التواصل الاجتماعى فى كل أنحاء العالم العربى، كما تعبر عنه تجمعات الناشطين والحقوقيين التى تبلورت فى الاقطار الخليجية بوجه أخص.

 

وتابع أن الأمر الثالث هو أنه من التعجل الظالم ان يقيم الربيع العربى بعد سنتين أو ثلاث من وقوعه. لأن تحولا تاريخيا من ذلك القبيل لابد له أن يستغرق وقتا أطول، تماما مثلما لابد له ان يصادف عقبات وعثرات تتحداه وتعوقه، لأن الانتقال من الأنظمة الاستبدادية التى تحكمت فى مصائر البلاد والعباد لعقود عدة إلى أنظمة ديمقراطية ليس أمرا هينا. ذلك ان التشوهات التى أحدثتها تلك الأنظمة فى بنية المجتمع السياسية والاجتماعية تشكل عقبة أساسية فى توفير ضمانات نجاح التحول المنشود.

 

وشدد أن أجواء الإحباط والخيبة المخيمة نتجت عن الدور الذى قامت به وسائل الإعلام (الميديا) فى تشويه الربيع وإشاعة اليأس منه لافتًا (البرنامج التليفزيونى المصرى «احنا آسفين يا ريس» واطلاق فكرة السماح لمبارك بخوض الانتخابات الرئاسية القادمة فى مصر نموذج لذلك).

 

وحذر هويدي من إعلان موت الربيع العربي قائلاً:- صحيح أن موت الربيع العربى لم يعلن بعد، لكن الشواهد التى تملأ الأفق تدل على ان ثمة تحضيرا لذلك.

 

وأوضح أن المثقفين العرب الذين التقاهم فى عمان الأسبوع الماضي لمناقشة تقرير بحثى عن التكامل الحضارى العربى أجمعوا على أن ما حدث فى مصر كان البداية، وأن الخائفين من الربيع العربى والمخاصمين له التقت مصالحهم على ضرورة الخلاص منه فى الوقت الراهن. خصوصا ان الأجواء مهيأة لذلك، فتصنيع الموافقة يجرى على قدم وساق والخزائن مفتوحة للتمويل والرعاية الدولية ليست مستعصية، بالتالى فليس على المعنيين بالأمر سوى ان يتحركوا بهمة وسرعة لقطف الثمار وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء قبل فوات الأوان ــ وعلى الأمة بعد ذلك السلام!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023