يبدو أن الحكام العرب لا يملون من إخراج المسرحيات الهزليه ولا يتعلمون أبدا من أخطاء نظرائهم الذين سبق ودارت عليهم دائرة الثورات العربية لتثبت دائما صدقية المقولة الشهيرة أن "الشعب أبقى من حاكمه"، فهاهو بشار الأسد يجري استفتاءا على الدستور الجديد بالتزامن مع دك مليشاته العسكرية مدينه حمص وغيرها من المدن السورية التى خرجت فى مارس الماضي تطالب بالحرية والديمقراطية.
وكما كان متوقعا أعلن اليوم وزير الداخلية السورى محمد ابراهيم الشعار نتيجة الاستفتاء بنسبة زادت عن 89% ويري البعض أنه لولا الاحتجاجات والإدانة الدولية لمجازر الأسد لكانت خرجت النسبة كعادة الحكومات العربية بالنسبة الشهيرة 99%.
من جانبهااعتبرت الولايات المتحدة ان الاستفتاء على الدستور الجديد الذي جرى الأحد في سوريا يعبر عن "وقاحة مطلقة". قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "اننا نرفض الاستفتاء لانه يعبر عن وقاحة مطلقة".
واضافت ان الرئيس السوري بشار الاسد "قام بالتصويت في عملية اقتراع يسيطر عليها مستخدما قصاصة ورق يسيطر عليها في محاولة للبقاء في السلطة".
ووصفت نولاند الاستفتاء بانه "يثير الضحك" وتابعت "على كل المجموعات المعارضة ان تحظى بموافقة الدولة. هذا يعني ان الاسد سيختار بنفسه من يحق له ان يكون في المعارضة او لا".
وتساءلت ايضا عن كيفية انطلاق عملية لارساء الديمقراطية فيما الدبابات وقوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد تواصل اطلاق النار على المدنيين.
نيران على الأزقة
وفى السياق ذاته قال الناشط المعارض محمد الحمصي متحدثا من حمص ان القصف العنيف بدأ على أحياء الخالدية وعشيرة والبياضة وبابا عمرو والمدينة القديمة فجرا. وأضاف أن الجيش يطلق النيران من الطرق الرئيسية على الازقة والشوارع الجانبية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن فيما بعد ان سبعة على الاقل قتلوا في قصف بابا عمرو وأضاف أن ثلاثة نشطاء معارضين للاسد لاقوا حتفهم في مناطق أخرى من سوريا. وكرر مراقبون بينهم مراقبو الصليب الاحمر روايات نشطاء المعارضة.
مقاطعة
وفى المقابل قاطعت المعارضة السورية الاستفتاء تحت شعار استفتاء بلا شرعية دستور بلا شرعية ويبدوا ان بشار قد نسى ان يوقف نزيف الدم قبل اجراء الاستفتاء لاكمال المسرحية من اجل الحبكة الدرامية .
وتعتبر نسبة 89% إلى 99% من النسب التى كانت دائمة التداول والاستخدام من قبل الأنظمة العربية وطالما استخدمها مبارك وبن على وصدام ..وغيرهم لإرضاء الضغوطات الخارجية وتهدئة الجبهات الداخلية المعارضة..ولكن من الواضح أن الطغاة العرب خريجى مدرسة واحدة يرفعون شعار نحن لا نقتل و"لكننا نتجمل بالدماء".
