لم يعد هناك داع لأن تبحث بين الحين والآخر عن مداخلة المستشار لهذه القناة أو لهذا البرنامج والتي يسب فيها فلان ويقذف فيها علان، حيث أن المستشار مرتضى منصور قرر أو «قُرر» له أن يفرض نفسه على المشاهدين «مذيعاً» في برنامج لا يستضيف أحد غيره،، وأين؟ .. على قناة الفراعين.. لصاحبها توفيق عكاشة.
لعدة ساعات، سيخرج منصور، كل يوم جمعة، ليقوم بوصلته المعتادة في السب والقذف، بعبارات وإشارات يعاقب عليها القانون، لا يترك أحداً إلا ويصيبه بـ «لسانه» في مشهد لم يكن أحد يتخيل أن تشهده أي قناة مصرية حتى لو كانت هذه القناة هي الفراعين نفسها، والتي مهما وصل الأمر بمذيعيها وعلى رأسهم توفيق عكاشة، من هجوم على أحد فإنه لا يتخطى الحديث عن اتهامات بالعمالة لأمريكا أو للكيان الصهيوني أو بالانضمام للمنظمات الماسونية!!.
وكان عكاشة قد عرض على مرتضى منصور أن يأتي إلى قناته كي يقول ما يشاء وذلك إذا ما رفضت أي قناة استضافته وذلك على خلفية قرار منعه من الظهور على التليفزيون المصري فضلاً عن الحملة التي شنتها ضده قنوات فضائية وجرائد خاصة بعد أن طعن في أصحابها وصحفيين بها في مداخلته الشهيرة على إحدى القنوات الخاصة قبل أسبوعين.
ولعل دعوة عكاشة لمنصور، ثم ظهور الأخير على القناة مقدماً لبرنامج، وصفه كثيرون بأنه برنامج «خادش للحياء»، يفتح باب التساؤلات حول مدى الحصانة التي تتمتع بها قناة الفراعين، والتي أصبحت منبراً للطعن والسب والقذف في مختلف الشخصيات السياسية والعامة، المحسوبين بشكل أو بآخر على ثورة يناير، حتى لو كان منهم أحد خرج مؤيداً للانقلاب، قناة تضع جميع هؤلاء تحت «مقصلة» السب والقذف، في الوقت الذي تتعامل فيه الجهات المعنية مع هذا الأمر على الطريقة المعتادة «اعمل نفسك ميت»..
وانطلاقاً من مقولة «أسد علي وفي الحروب نعامة».. أثار «العرض المستمر» لشتائم منصور جدلاً واسعاً، حيث كشفت سياسة الكيل بمكيالين والتي تتبعها سلطات الانقلاب، إذ خرجت وزيرة الإعلام درية شرف الدين، قبل أيام لتعلن سحب تراخيص قناة الجزيرة نظراً للمادة التي تبثها القناة والتي تهدد الأمن القومي المصري لنشرها أخباراً كاذبة كما أنها لا تلتزم المهنية ولا ميثاق الشرف الإعلامي، الأمر الذي يؤكد ضرورة إغلاقها، في الوقت الذي تغض فيه الطرف عن قناة الفراعين، والتي زادت من جرعتها الإعلامية باستقدام «لسان» مرتضى منصور ليخرج على المشاهدين بألفاظ وعبارات لا تحمل خدشاً للحياء فقط ولكنها تحمل جرائم واضحة المعالم بالسب والقذف كفيلة أن تضع صاحبها في غياهب السجون لعشرات السنين.
ونظراً للتطور الإعلامي بعد الانقلاب العسكري، لم يعد كافياً لمنصور أن يظهر للإعلام ضيفاً أو عبر مداخلة هاتفية، بل تم منحه «الميكروفون» ليقول ما يشاء دون ضابط أو رابط،، على طريقة «الشيخ حسني» في الفيلم الشهير «الكيت كات»، والذي فضح أهل منطقته دون أن يدري أن «الميكروفون شغال».. ليصبح برنامج مرتضى، هو بحق أبلغ تعبير عن حالة مصر بعد الانقلاب…