أكد الكاتب الصحفي فهمي هويدي أن الحديث عن التشابه بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والفريق عبد الفتاح السيسي من أجل إقناع الرأي العام بزعامة السيسي وبطولاته تحمل ظلم لعبد الناصر، وإساءة للسيسي في ذات الوقت، لوجود اختلاف في بعض السياسيات الرجلين، وغموض في سياسات السيسي الذي لم يمر على انقلابه سواء شهور.
وأوضح هويدي، في مقال نشر له اليوم على جريدة الشروق، أن عبدالناصر قاد ثورة يوليو عام 1952، وحكم مصر طوال خمسة عشر عاما صار خلالها زعيما للأمة العربية، فى حين لم يتوافر للفريق السيسى شىء من كل ذلك، وهو ما يجعلنا نقول بأن المقارنة بين الزعيم وقائد القوات المسلحة فى غير محلها، مضيفًا أن عبدالناصر كان رئيسا للدولة المصرية يحكم ويدير البلد، أما الفريق السيسى فموقفه ملتبس بصورة نسبية، ذلك أنه لا يزال يعتبر نفسه قائدا عسكريا ينأى بنفسه عن الانغماس فى السياسة، لكنه فى ظل الفراغ السياسى المخيم أصبح صاحب القرار السياسى.
وتابع هويدي حديثه عن أوجه الاختلاف بينهم قائلًا "داخلياً يتضح أن عبد الناصركان حالما بالنهضة ومنحازا للفقراء لكنه لم يكن ديمقراطيا أما خارجيا فقد كان له اعتزازه بالاستقلال الوطنى ودفاعه عن عدم الانحياز، كما كان عروبى النزعة، وكانت له معاركه ضد الأحلاف العسكرية وضد الهيمنة الأمريكية، وموقفه كان محسوما إلى جانب المقاومة الفلسطينية وغيرها من قضايا التحرر الوطنى، أما خصومته لإسرائيل التى كلفته الكثير، إلا أننا إلى الآن لا نعرف شيئا عن تصور الفريق السيسى للسياسة الداخلية، أو رؤيته للسياسة الخارجية بما فى ذلك موقفه من القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى أو الانتماء العربى، مشيرًا إلي بقاء التحالف الاستراتيجي مع أمريكا كما هو أيام رغم السحابة العابرة الحالية وعدم غتح ملف الاتسفلال الوطني حتى الآن.
وأشار هويدي إلى أنه بالمقارنة بين الرجلين عن أنهما من الناحية السياسية يتشابهان فى أمرين هما تعطيل الديمقراطية والصدام مع الإخوان الذى أدى إلى اعتقال الألوف منهم (تسعة منهم أعدموا فى عهد عبدالناصر ونحو ثلاثة آلاف قتلوا بعد انقلاب السيسى حسب بيانات نقابة الأطباء)، فإن ذلك سيكون بمثابة إساءة للسيسي غفل عنها من راودهم حلم وجود شبه بين الرجلين.
