تساءل الدكتور باسم خفاجي رئيس حزب التغيير والتنمية عن الأموال التي صرفت كمكافآت للشرطة على فض اعتصامي رافضي الانقلاب قائلا: " هل هي رشوة للاستمرار في مسيرة القمع والتعدي على الحريات؟ هل زيادة الدخل ستعطي مشروعية للانقلاب؟"، مشيرا إلى أنه من "العيب التعامل مع عناصر الأمن وكأنها ماكينات تعمل بالأموال، وتزيد دخولهم بالدم".
وتابع المرشح الرئاسي السابق في حوار مع فضائية "الجزيرة مباشر مصر" أمس السبت أن الانقلاب يحاول تسويق نفسه على أنه ضد الإمبرالية الغربية رغم عدم صحة ذلك، مشيرا إلى أن الفريق السيسي وزير الدفاع المصري تواصل مع نظيره الأمريكي 16 مرة خلال الفترة الماضية.
وأردف قائلا : إنه لا يوجد أي شاهد على أن مصر الانقلاب تأخذ موقفا مناهضا سياسيا أو استراتيجيا للضربة المحتملة لسوريا، مشيرا إلى أنه يتمنى انتصار القوة العسكرية للمقاومة، دون تدخل عسكري غربي في المنطقة".
واستطرد خفاجي: " إذا حدثت الضربة الأمريكية لسوريا سيحاول الانقلاب استغلالها لمزيد من القمع"، واسترسل بقوله: " تجري اليوم عمليات اعتقال وإقصاء وفصل لرافضي الانقلاب، وأتوقع مزيد من القمع ومصادرة الحريات من الانقلاب خلال الفترة القادمة لأن القمع مثل الإدمان يحتاج إلى المزيد دائمًا".
وتوقع خفاجي أن يتسبب ذلك القمع في مزيد من عرقلة الاقتصاد في مصر لدرجة لن تنجح معها أموال الخليج في إنعاشه، واصفا الحكومة الحالية بالهشة، التي لا تستطيع إقامة اقتصاد, متسائلا: "كيف يزيد عجز الموازنة في أسبوع واحد 40 مليار جنيه؟الحكومة الحالية هي فريق من الجهلة، وخلال شهرين لم يتمكنوا من تحسين أحوال الناس أو الاقتصاد".
وأشار المرشح الرئاسي السابق إلى أن معاداة المستثمرين من الدول التي تختلف سياسيًا مع الانقلاب سيضر العامل المصري في المقام الأول.
ومضى يقول: " من العيب أن تعيش مصر على القروض و"الشحاتة ومن الصفاقة أن تعلن مصر أنها تعد تقريرا عن احتياجاتها لعام 2014 لتقديمه إلى السعودية.. لا تزال مصر تسعى للحصول على قرض صندوق النقد الدولي وقد أعلنت رفضي له أيام مرسي وأرفضه الآن بشدة"، موجها رسالة لحكومة الانقلاب تقول: " لا تقترضي باسم الشعب المصري فأبناءه هم من سيسددون هذه الديون".
وعرج خفاجي
وأردف قائلا: "الانقلاب ساهم في تكدير أحوال المصريين وعمل على خلق حالة نكد عام في المجتمع المصري، وأدى إلى تفشي الخوف، وانتشار ثقافة الكراهية والغل، وسائل إعلام الانقلاب لا تنقل إلا الأخبار التي تزيد من نكد المصريين"، معتبرا أن التمدد الزمني والمكاني للقوى المضادة للانقلاب يصب في صالح مصر.
وواصل تحليله لما يحدث في مصر قائلا: " الديمقراطية منع التعدي على الديمقراطية، ولابد من العمل على منع هذا التعدي وإعادة الديمقراطية لنصابها الصحيح".
واعتبر خفاجي محاولة التعتيم على التظاهرات تعني أن هناك حقيقة كبيرة يحاولون إخفاءها عن الناس ولكن في النهاية سيعرف الناس أنهم تعرضوا لعملية كذب وخداع، مردفا أن "قادة الانقلاب كانوا يظنون أنهم بالقبض على قيادات الإخوان وقيادات التظاهر سيعني القضاء عليها ولكنهم تلقوا صفعة قاسية من الأعداد المتزايدة الموجودة في الشارع"، وفسر ذلك بقوله: " عندما تعتقل من تعرفهم سيخرج لك من لا تعرفهم من القيادات الجديدة التي تتميز بالإبداع والابتكار، من يحرك الشارع الآن هو الشارع والقيادات الشبابية من كل التيارات والاتجاهات".
ومضى يقول: نحن أمام دولة تستخدم القهر بكل طريقة ممكنة لكسر الإرادة ولكن الشعب يتحدى ذلك… الاعتداء على قادة الإخوان داخل محبسهم هو "غل" من بعض القيادات الفاسدة التي تعبر عما بداخلها من حقد على الشعب الذي استطاع أن يرفع رأسه بعد ثورة 25 يناير".
وشدد خفاجي على أن الانقلاب أشعل ثقافة الغل والكراهية لدى البعض، وطرح تساءلا: " هل هذه هي مصر التي حلمنا بها ومات من أجلها الشهداء في ثورة 25 يناير، هل كان يتخيل أحد أن كل المجرمين من النظام السابق يخرجوا من جديد من السجون ويعودوا إلى الحياة العامة؟.
ومضى يقول: "منذ عام 2010 وقبل انقلاب مصر وقعت 20 محاولة انقلابية نجحت منها 4 فقط في دول من أفقر دول العالم، ولا نريد لبلدنا أن تكون واحدة من هذه الدول"، مضيفا أن "مقاومة الانقلاب ليست ضد الدولة، مقاومة الانقلاب بالحفاظ على الجيش والحفاظ على الشرطة والحفاظ على المؤسسات السيادية، والحفاظ على شعب مصر".
واختتم خفاجي حواره المطول ببريق أمل تجلت في عبارة: " لحظة الألم هي لحظة أمل، ويقيني أن غدا أفضل".